زنقه زنقه
ويذهب سيد قومه المتفاني للبحث عن المحتاجين في أرض الله الواسعه من منطقته لحصرهم ومن ثم عرض أسمائهم على الجهات المختصه كمهمة عمل أوكلت اليه كما أوكلت لغيره غفر الله لهم
فمروا بها قريه قريه وشارع شارع وبيت بيت لأجل تبرئة الذمه
هنا يستوقفني العم صالح (( الحمال)) لتوصيله لمنزله وليخبرني لاحقاً
بأن اسمه سقط سهواً وبأنه اخيرا التحق بالركب
بعد مجهود منقطع النظير
واللذي عزز موقفه للظفر بتلك الفرصه ذلك الثوب المرقع وتلك العصا اللتي تشكل وترا ثابتا لجسمه االمقوس
غادر العم مسرورا بهذه الاعانه الشهريه واللتي ستخفف من بعض معاناته
وبعد مرور شهر زمان التقيت العم صالح ليستوقفني مجدداً لايصاله الى العم حسن (( المليونير )) لدفع القسط الشهري
له مقابل السياره اللي طلعها له من المعرض قبل سنتين زمان
وصلنا الى بيت العم حسن ولكنهم أخبرونا بأنه ذهب من صباح الله خير يطلب رزقه
العم صالح محاولا التنازل عن بعض صفات الشيخوخه اللذي تعتريه وكل همه بأن لايكلف على أحد:
خلاص ياولدي أنزلني في نفس المكان اللي اخذتني منه وانا بدور لي سياره عشان أروح آخذ الاعانه الشهريه الغذائيه
فقلت له : لاتبالي ياعم صالح فأنا في فسحة من وقتي ولايوجد لدي أي التزامات وسأوصلك
وصلنا الى تلك المؤسسه الخيريه.
وترجلنا أنا و العم صالح من السياره لصرف حصته الشهريه
هنا يشد على كتفي العم صالح ويهمس لي في أذني :
أقولك اللي واقف في أول الطابور ( كأنه ) عمك حسن
قفزت عيناي الى مقدمة الطابور محاولة تكذيب ماسمعت قبل ثواني زمان
ولكن بالفعل العم حسن بكامل دفه وجلاجله في مقدمة الطابور
هنا اتضحت الصوره أمامي :
بأن مو كل لحيه لحيه
ولاكل عصامي عصامي
ولاكل زنقه زنقه