يوم كانت الأحلام حقيقة ... والأماني غريقة ... والإشارات طليقة ... كتبت على جدار الزمن ... اهتمامات البشرية ... بين نادرة وسجية ... وتحطمت على ايقاع الرياح قصور الهمجية ... وتشيدت بين الأمس واليوم سخافة تحت مسمى ثقافة ... وتمحورت العقول على حب النحول ...
فكم من مثقف باع الثقافة بثمن بخس ... تحت إغراء مال ... أو طلب لمدح يكال ... أو بحث عن اشاعة تقال ... وكم من مثقف كتب بدم قلبه رسالة ... محورها الفقر .. ورأس مالها اليتم ... ولكن هيهات . كان ذلك ظاهرا ...وما خفي كان أعظم ... كان هدفه منصب ... ومبتغاه مكسب ... وكم من مثقف تقلد منصب ... فمنعه ذلك من سل سيف الصراحة ... والطعن في جسد التزيف ...
أحبتي :
ثقافتكم علم تؤجرون على نشره ... وتاثمون على حصره ... فكيف إذا كان الحصر طلبا لمحرم أو تحريما لحلال ...
فاليوم أضحى المجتمع غارقا في ثقافة أقل ما يقال عنها ( سوقية ) ليس لها ولا لأصحابها هم إلا المفاخرة والمباهاة بكلام أجوف ليس فيه من الصلاح والمصداقية مثقال ذرة ...
فعندما تسبك الألفاظ ... وتتلاعب بالكلمات ... وتسرد العبارات ... فأنت مثقف... حتى وإن كان نصيبك من الثقافة ( جلد وكراع )...
وإن عدت وفتشت في خبايا وثنايا ذاك المدعي للثقافة أو من ألصقت به (شامة الثقافة ) عنوة من قبل أشخاص ربما أقول إن عقولهم محدودة ... فضلا عن ثقافتهم ... فتجد انه شخص أحمق لا يجيد المراس مع الحياة ولا التعايش مع الواقع ...
أحبتي:
بالأمس ذرفنا الدموع وأطفينا الشموع ... وصحنا بصوت مسموع ... لا لبيع النفس ولا لبيع الكلمات ... ولكن صحابنا باعنا ... وصديقنا خاننا ... والقاضي جار علينا ... ( فسحقا للقاضي ) ( وبعدا لكاتبه ) ...
ختاما :
تحية اجلال للشعوب الحرة التي لم تبع نفسها ...ولم ترقص على حبلين ... بل كافحت حتى كان أمرها رشدا ...
هذه أوراق تساقطت ... وأغصان تكسرت ... وثمار أينعت ... أفما آآن لآآآآكلها أن يفيق ؟!...
لكم وبكم عدنا... بعد ان ظننتم أننا متنا
انفاس حرف