عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2011, 12:00 AM   #3
مسك الكلام
 

مسك الكلام سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: كيف نذيب هذا التنافر؟

بسم الله الرحمن الرحيم

بادئ ذي بدء أشكرك أخي الفاضل عصر المانوليا على ماباح به فكرك وما خطته أناملك وأغبطك غبطةً محمودة على ثقافتك التي برزت في هذا الموضوع ولا أخفيك بأنني سعدت بهذا الطرح الذي يلامس الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا وماذكرته من أمثله في بداية الموضوع لهو شاهد على ذلك ودليلٌ قاطع عليه.
بالنسبة للتنافر بين الأقوال والأفعال فهو آفة خطيرة عانت منها المجتمعات منذ زمنٍ ليس بالقريب, فالتنافر موجود منذ أن خلق الله الإنسان إلى يومنا هذا ولا أظنّ أحدا ينكر وجوده ولن نستطيع مكافحة هذا الداء العضال مهما بحثنا واجتهدنا في بحثنا عن العلاج الناجع؛ ولكن الذي نريد معرفته هو لماذا هذا التنافر.
فمنذ أن كنّا طلاباً في المرحلة الابتدائية كنّا نسمع من النصائح والتوجيهات والإرشادات الكمّ الكبير من بعض أساتذتنا الذين كنّا نعتبرهم هم القدوة لنا, فمنهم من كان يأمر بالصلاة في وقتها وهو الذي لايصلي إطلاقًا, وكنّا نسمع من يحذّر من الغش في الاختبارات ويهدد ويتوعّد وتجده هو الذي يغشش أخاه أو أحد أقربائه وهكذا دواليك.
وكم سمعنا من بعض الخطباء الذين يعتلون منابر الجمعة تحذيرًا ونهيًا عن الغيبة والنميمة والنفاق والحسد و... حتى يظنّ الناس أنه منزهٌ عن كل ما قال وعندما يخرج من المسجد ينسى كل نصائحه التي أسداها للمصلين فتجد ه هو الحاسد وهو المنافق وهو البادئ بالغيبة عندما يجتمع مع زملائه أو أقرانه, وهذا كمثل الأعمى الذي بيده مصباح يستضيء به غيره وهو لايستضيء.
أو كما قال الشاعر: وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى....طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ.
أخي عصر المانوليا أقول لك لاتستغرب التنافر الحاصل بين الأقوال والأفعال في هذا الزمن فأصبح شيئاً عاديًّا لأنّه طغى وبكثرة وأصاب الطبقة العليا الموثوق فيها من كل الناس, ولن أذهب هناك هناك لزمن بعيد لأجل الاستشهاد بقصة بل سأستشهد بحادثة هزّت المجتمع الإسلامي, وكانت مثار جدل, فلك أن تتأمّل ما كان يقوله ذلك الشيخ الفقيه عن موقفه من الاختلاط وتحريمه له ثم يقع فيه مع نساء الكويت وكأنه حلالٌ له وحرامٌ على غيره ولم ترحمه عائشة الرشيد في ذلك بل أصبح منكرًا للمقطع المنشور وأمسى معترفًا به, ولكَ أن تتأمل ما نقرؤوه في الصحف والمنتديات أغلبه تناقض في تناقض
وسأسرد لك مثالاً واقعيا نعيشه على صفحات المنتدى, كم هم الأعضاء الذين معنا ولديهم أكثر من معرّف, فتجد العضو يحمل عدة شخصيات متلونة كالحرباء, تارة يمدح بمعرّف, وتارة أخرى يقدح بمعرّف آخر, وحينًا يؤيد بمعرف وحينا آخر يعارض بمعرّف آخر, مما ينبئ عن ازدواجية في الشخصية, وعدم الثقة في الطرح.
وأقول لم أعد أعجب من ذلك فقد آمنت بأنني أعيش في مجتمع التناقض وما نسمعه أو نقرؤوه اليوم من شخص قد ينكره لنا غداً أو بعد غد.
ورضختُ لقول الشاعر محمد سعد الشريف:
وصار الصدق بين الناس سخفاً... وصار يقول بالكذب الثقاتُ
ولكن الذي ينبغي علينا الآن ألا نقبل كل شيء ولا نصدقه حتى لو أتى من شخص يشار إليه بالبنان ومؤتمن على الكلمة فلم تعد آذننا تقبل كل ما تسمع.

وتذكرت ما قاله لنكولن: بإمكانك أن تخدع بعض الناس كل الوقت, وأن تخدع كل الناس بعض الوقت, ولكن ليس بإمكانك أن تخدع كل الناس كل الوقت.

وأخيراً أشكرك أخي عصر المانوليا على هذا الموضوع الرائع وأعلم بأنني لم أفِ بالمطلوب
ولكن هذا الذي جال بخاطري عند قراءة موضوعك.

إليك أبلغ التحيّات
خاتمة:
نظر جالينوس إلى رجل عليه ثياب فاخرة, يتكلّم بكلام فيلحن في كلامه, فقال له: إمّا أن تتكلم بكلام يشبه لباسك, أو تلبس لباساً يشبه كلامك.




التعديل الأخير تم بواسطة مسك الكلام ; 03-28-2011 الساعة 12:10 AM.
مسك الكلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس