قصيدة العُرضيَّة.. آلامٌ وآمَال للشاعر محسن السهيمي كتبها قبل اربعة اشهر واحببت انقلها لكم
"مَاذا أُحدِّثُ عَن عُرضيَّتِي أَبَتِي"
مَلِيحةٌ لمَ تَزلْ تَرنُو إلى القَمَرِ
أَودَى بهَا الحظُّ أَنْ كانتْ مُغيَّبةً
عَن كُلِّ مَكْرُمَةٍ للبدوِ والحَضَرِ
قِطارُ خِدمَتِها يمشِي علَى مَهَلٍ
قَدْ قيَّدتهُ حِبالُ الشَّكِّ بالصَّخَرِ
ومّا نَراهُ على أرجَائِهَا نُزُرٌ
مِمَّا لدَى الغيرِ مِن خَيرٍ ومِن بَطَرِ
بَنَاتُها خَرَجَتْ في كُلِّ نَاحيةٍ
تحفُّهُنَّ طريقُ العِلمِ بالخَطَرِ
مَا ثَمَّ كُليَّةٌ تُنهِي الرَّحيلَ إِلى
عَوَالِمِ الأَرَقِ المقرونِ بالضَّجَرِ
في كُلِّ يومٍ لنَا أُمٌّ تنوحُ علَى
هَلاكِ فَلْذَتِهَا في مِحنَةِ السَّفَرِ
كَذَا الشَّبابُ لَهُم في كُلِّ زاويةٍ
مِنَ البـلادِ أَنينٌ غَيرُ مُعتَبَـرِ
وثَمَّ مَرضَى رضُوا بالصَّبْرِ إِذْ حُرِمُوا
مِنَ العِلاجِ فَلا مَشْفَى سِوى العِبَرِ
الدَّاءُ يَنهشُهُم والموتُ يطلُبُهُم
يَا (صاحبَ الوعدِ)* لا تسألْ عَنِ الضَّرَرِ
أينَ الحدائقُ؟ لا حِسٌّ ولا خَبَرٌ
أينَ المَرافِقُ؟ كَم نشكُو مِنَ الكَدَرِ!!
حتَّى شوارعُها أضحتْ مُرقَّعةً
كثوبِ شَمطاءَ لا تَخفَى علَى النَّظَرِ
مَا ذَنْبُ عرضِيَّتي إِذْ غُيِّبَتْ زَمنًا
حتَّى مَضَى الرَّكْبُ للجَوزاءِ بالثَّمَرِ؟
وَهْيَ التي شهِدَ التاريخُ صَولتَها
وفي (حُباشةَ)* أصلٌ غيرُ مُندَثِـرِ
وفي (يبا)* منجمٌ مِن فضةٍ برَقَتْ
سَنًا يشعُّ علَى البيداءِ في السَّحَرِ
أبناؤُها شُغِلُوا بالمَكْرِ بَينَهُمُ
وغيرُهُم شُغِلُوا بالنَّفعِ للأُسَرِ