لا زالت ذرات الرمل تتراكم في الوعاء السفليّ لتلك الساعة
ويرتفع ذلك الكثيبُ في غفلةٍ منّا
ونأبى إلا أن نمزجه بنتنِ المعاصي
فتسكِرُنا تلك اللذة العابرة
ونوغلُ في سُكرِنا
لا يوقظنا منه إلا رنين حبة الرملِ الأخيرة!
*****
فيا للحسرة على غفلتنا
وطوبى لمن أيقظه بريق ذلك الخيط الرمليّ
لينثرَ مسك الطاعة على ما تبقَى من حُبيبات
أو يمزجَها بعبرات التوبة والأوبة
*****
ما أجملَ العودة!
وما أحلى التذللَ في روضة الخشوع
وما أعذبَ صوت النحيبِ على ما فرّطنا في جنبِ الله
نحيبٌ في الدنيا..يليه عفوٌ ومغفرة
ننادي الله: "ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار" (آل عمران : 193)
فتكون الاستجابة الإلهية: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى" (طه : 82)
أما الذين غفِلوا عن نداء الله في الدنيا، وتذكروا بعد الموت، فينادون من قاع جهنّم : "رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ" (المؤمنون : 107)
فيكون الردّ: "قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ*
إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ*
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ" (المؤمنون : 108-110)
*****
فطوبى لمن تذكّر قبل فواتِ الأوان
وطوبى لمن رقّ قلبُه، وحمله إلى طريق التوبة
قبل أن تسقطَ ..
.. حبةُ الرملِ الأخيرة!
** إن حرّكت فيكم هذه الكلمات شيئاً..فتذكرونا بدعوةٍ في ظهر الغيب**