[ملاك الروح]

... مَـعَ النَــسّـيـــمِ مَـضَيــــتْ ...

سَيـدي ...
أَبى الحَرفُ إِلا عَنْكَ أَنّ يَكتُب
أَبى الدَمعُ عَلى غَيركَ أَنّ يُذرَف

رَحَلتَ أَنت ...
لِـ أَيّنَ ذَهَبتْ ؟
و فيّ أَيِّ دَربٍ مَضَيت ؟
لِما اخْتَفيـت ؟
و تَركتَ قَلباَ تَكويهُ نّارُ الفُراقْ
يَخنُقهُ هَجرُ الهَواءْ
يُؤلِمُهُ غِيابُ الضِياءْ
تَركتَ وِحدة تُطَوقُ روحَاً مُتعَبةَ ...
لِـ تَزْيدَها تَعَباً
لِـ تَزْيدَها جُرحاً
و تَزيدَها شَقاءْ

أَتَدري ؟!
لِـ تَمضي حَيثُ تَشاءْ
لِـ تَبْتَعِد أَكثَر ... أَكثَرَ و أَكثَرْ
لِـ حَيثُ بِلادٌ يَحُلُ عَليها دَوماً شِتاءْ
رُبَما حينَها يُغَلغِلُ النِسيانُ عُمقَ الفُؤاد
يَطرِدُ خَيالكَ لِـ خْارِجِ أَسوارِ البال
يَمحيكَ مِنَ الذْاكِرة و الذِكريات
و يَطويكَ ماضٍ غْابِر ...
مُحالٌ رُجوعُه !

أَنانيٌ أَنتَ كُنتْ ...
و خَطَئي أًنا ... حُبك
خَطيئَتي أَني وَهَبتُكَ مِفتاحَ القَلّبِ أَمانة
و أَنتَ بِـ دَوركَ ماذا فَعَلتْ ؟
ضَيَعْتَ أَغْلى أَمانَة و ضِعّتْ !

يــا سَيدي ...
أَنا لَستُ أَسِفَةً عَلَيكْ
أَسَفي عَلى قَـلّـبٍ لَمْ أَمْلِك قَرارَه
لَمْ أَعْتَرض عَلى أَحْكامه
لَمْ أَملك الجُرأة لِـ ايقافِ نَبضاته !
أَبقَيتُهُ يَضُخُ فيّ الدَمِ أُكسجين الهَوى
مَدَدتهُ بِـ بَعْضِ أَمَل ...
و أَورَدتُ فيّ احْتِمالاته " بِـ الإِمكان "
و حَييتُ دَهراً فيّ بُلدانِ الخَيال
أُعَمرُ حُبيّ قُصور
و أُبحِرُ فيّ عَينَيكَ شُهور
و أَحلُمُ ... أَحلُمُ بِـ الكَثيرِ مِنَ الأُمور

تَحطم الآنَ الحُلمٌ لِـ شَظايا
و مُسحَ الأملُ مِنْ سطورٍ تَحكي حَياتي
بَـقـيّـتْ ...و لَم أبْقى !
رَحــلّــتْ ...
نَعَم أَنا مِثلُكَ مَضيتْ
أَخّذَنّي النَـــسّـيــمُ مَـعَـه !