[م ح البحيري]

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله . قائد الأمة وبشيرها ونذيرها وهاديها إلى صراط الله العزيز الحميد ..
أما بعد :
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ها نحن نعود لكم بعد انقطاع دام شهرين أو أقل ... لنخرج لكم رؤوسنا نرمي بأنصاف حروفنا في قضية أو قضيتين .. نحاول أن نعرف الجوانب الخفية في كليهما أو أن نتوصل لعلاقات ولو خفية تربط إحداهما بالأخرى .. موهمين أنفسنا أننا ممن تُضَرب إليه أكباد الإبل .. ليُسمَعَ رأيه أو قوله .
ولكن حسبنا فيما همت به أنفسنا . أن يسمعه أحبابنا وأهلونا من أبناء قبيلتنا أو غيرهم ممن يزور هذا المنتدى العزيز على قلوبنا . لعل ذلك أن ينفعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
أحبابنا الأعزاء : لا زال الناس يدوكون منذ فترة ليست بالطويلة .. فيما تضارب من الأنباء حول إمكانية إعادة فتح ما يسمى بدور السينما . في المجتمع السعودي " المحافظ "
مستندين في ذلك إلى أن السينما كانت موجودة في المجتمع السعودي في الثمانينات وأنها " كما يزعمون " مرفد عظيم من روافد الثقافة والحضارة التي يحتاج إليه المواطن السعودي ..
وافترق الناس على ضفافي نهر بين مؤيد ومعارض .. فأما المؤيد فيرى أن المجتمع في حاجة ماسة لذلك ولا يمكن أن يكون لها أثر سلبي في المجتمع متى ما قيدت بقيود وضوابط معينة . وقامت قائمة العلمانيين حينما وجدوا من يقف أمام تدابيرهم ومخططاتهم التي لا تنتهي ..
وأما المعارض وأنا في صفهم بكل تأكيد لا أملك من الأمر شيئاً .. إلا قلمي ومشورتي وشوقاً يحدوني أن أكثر السواد في هذا الجانب ..
فيرى أن الدين وأحكامه وأوامره . هي التي تحكم هذا البلد المسلم من أيام الدولة السعودية الأولى إلى وقتنا الحاضر .. وأن كل ما يكون سبباً بشكل أو بآخر في قتل روح الدين لدى أفراد الشعب لا مكان له بيننا إلا أن يُضرَب به عرض الحائط .. مستندين في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ...
وفي خضم هذا البحر المدلهم من الصراع .. أرسل الله لنا النذير المبين .. حين أعلنت وسائل الإعلام السعودية .. وصول الوباء الخطير الذي اجتاح الأمم الكافرة .. من أبناء القردة والخنازير .. إلى أرض الوطن بلا عزة ولا كرامة .
وانتشر الخبر بين الناس بحلول الرجس من الله تعالى بالعباد نتيجة ما يسمى " بأنفلونزا الخنازير "
وأرتج الوسط العام يتقصى أخبار هذا المرض ... مناشدين الجهات المسؤولة .. بحاجة الناس إلى المصداقية والقول العزيز .. وأظن أن وزارة الصحة قد سلكت مسلكاً حسناً حين حاولت ولا زالت تحاول أن تطلع الرأي العام على تطور الحالات وازديادها بين عشية وضحاها ...
وما أريد أن أقوله في هذا المقال . إن هناك علاقة وطيدة بين الدعوة لفتح باب السينما وإعادة هيكلة الثمانينات وبين إنفلونزا الخنازير . وزلازل العيص وغيرها من المصائب التي تحل بالعباد والبلاد .
و إننا متى سلمنا رقابنا لمن يهيج شهوات أنفسنا ويفتح علينا أبواب الشر .. كان سبيلاً
لأن يبعث الله علينا عذاباً من عنده .. ولا يظن ظان أن هناك ضرٌ يصيبنا من سوى أنفسنا
قال تعالى : {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}
وقال تعالى : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
وقال تعالى : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
وأظن أننا نعلم كل العلم أن الخطب لا زال يسيراً .. ويبقى العلم لله بما ينتظرنا إن طالت بنا الأيام . واتسع الخرق على الراقع ..
ولا أدري والله ما هي الفائدة المرجوة .. من وراء ما يروج له العلمانيون . من دعاوى باطلة كاذبة .. يسعون من ورائها لتحطيم شعائر الدين بدعوى الحضارة والتقدم .. سوى فساد شباب المجتمع .. ونشر الخنا والزنا .. والدعوة الصريحة للرذيلة .. وإشغال أوقات الناس بما لا فائدة فيه ..
هؤلاء الناس أيها الأعزاء هم دعاة جهنم كما وصفهم الحبيب صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة المشهور " كان الناس يسألون عن الخير وأسأل عن الشر مخافة أن يدركني ...... الحديث "
هم من يقذفون بالناس في النار بدعاويهم الباطلة . وأراجيزهم الفاسدة .
قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
وإن كنت لا أعلم علماً يقينياً ما هي مجالات السينما وأساليبها ووسائلها . .. إلا أن ما يغلب على ظني أن المقصود منها . عرض أفلام الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات .. على مرأى من الناس ومسمع من الملأ .. وحسب مفهومي البسيط أن أولئك الدعاة ، ما يريدون إلا أن نصبح مجتمعاً يرقص على أهازيج المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات ..
وأظن أنه لا بأس عند هؤلاء أن يحزم أحدنا حقائبه . متجهاً لبيت الله الحرام طالباً الله العفو والغفران .. وبعد أن ننفض نعالنا من تربة البيت الحرام الطاهر .. " نمرق " على دارٍ من دور السينما نرفه عن أنفسنا ونعلم أولادنا وذوينا الحضارة التي ينادي بها هؤلاء ..
إن أولئك النفر القليل فقه عقولهم ، الكثير شحم بطونهم !! لا يجهلون المستقبل الواقعي لما يريدون ، متى ما أصابت رصاصتهم الأولى ..
هم حققوا ما يريدون في كثير القضايا وكانت البداية يسيرة ، والدعاوي قائمة على ضرورة تحري الضوابط وإقامتها ثم ما لبثوا إلا أن حلوا عرى تلك الضوابط عروة تلو أخرى
ويبقى المواطن السعودي العزيز بدينه وشريعته .. يقف جبلاً صامداً لمثل هذه الأفكار الدخيلة ..
وتبقى سنة الله تعالى قائمة أن الأمة متى ما عصت كان العصيان سبب لهلاكها وضياعها كما حل بالأولين من الأمم السالفة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه .. وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه خير العباد والبلاد .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أخوكم : م ح البحيري