[مطر البحيري]

قصيدة الشاعر محسن السهيمي في لقاء الأمير خالد الفيصل
محافظة العُرضيَّات
..............
كانَ صرحًا من خيـالٍ سَابـحٍ
في تَـراتيـلِ الزَّمـــانِ الأوَّلِ
كـانَ حُلْمًـا يتغشَّانـا فكَـم
سَطَّـرتْ أقلامُنـا مِـن جُمَـلِ
لهَـواهُ كَـم طربْنـا وفَشَـتْ
بينَنَـا الآمَــالُ منــذُ الأَزَلِ
نتحـرَّاهُ علـى شَـوقٍ فمَـا
أطيبَ الشَّـوقَ بقلـبِ الثَّمِـلِ
ومضَـى دهـرٌ علـى عِلاتِـهِ
ودنَـا الفجـرُ وخيـطُ الأمـلِ
ثم جاءَ الفيصـلُ الـدارَ وقَـدْ
هتفَـتْ شَـوقًا لـهُ: يا أَمَلِـي
أدرَكَ الفيصـلُ أنَّ الأمــرَ لا
يقبلُ التَّسويفَ قِيـدَ الأَنْمُــلِ
ومضَى نحـوَ مليـكٍ حـازمٍ
قائلاً: يا سَيِّـدي الأمـرُ جَلِـيْ
هذهِ العرضيـةُ الشَّمـاءُ قَـد
أَخـذَتْ منّـِي مُقـامَ المُقَــلِ
سَيدي عُرضيتي قَد جَـاوزتْ
هامـةَ الأفـلاكِ للمسـتقبَـلِ
تَتحـرَّى سَيـديْ أحلامَـها
وفؤادُ الشَّـوقِ منهـا يصطَـلِيْ
مُـرْ لهَا يا خادمَ البيـتِ بِـمَا
يجعلُ الأسقـامَ عنـها تنجلِـيْ
قالَ يا خـالـدُ هَـذا حقُّـها
قَدْ وهبنَاها فمَـا أبقيـتَ لِـيْ؟
قالَ أبقيتُ لكُـم يا سيِّـدِي
حُبَّ شَعبٍ ناصِـحٍ لم يَخـذِلِ
ودعـاءً خالصًـا لمَّـا يَـزلْ
نحوَكَم يمضِـي كمـاءِ الجـدولِ
هَا هِي الأحـلامُ تغـدُو بينَـنَا
في الرُّبَا في السَّهلِ كالطَّودِ العَلِـيْ
قَد أَتتْ تختــالُ في مِشيتِـها
ثُمَّ حطَّـتْ كالغَمامِ المُرسَــلِ
تنثـرُ الخيـرَ وتَـروِي قِصـةً
عُمْـرُها بِضْـعُ سنيـنٍ رُحَّـلِ
إنـهُ الخـيرُ أتَى فاستبشِـرُوا
وضَعُوا الكفَّ بكـفِّ الفيصـلِ
واشكُرُوا اللهَ علـى آلائِــهِ
وارفَعُوا الشُّكـرَ لهـذا البَطَـلِ
خالـدٌ في فعلِـهِ مستوثِــقُ
فيصـلٌ عن رأيِـهِ لَـم يَنـزِلِ

محسن علي السُّهيمي