إن للوالدين مقاماً وشأناً يعجز الإنسان عن دركه،
ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصراً منحسراً عن تصوير جلالهما وحقّهما على الأبناء،
وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم،
وعماد حياتهم وركن البقاء لهم.
لقد بذل الوالدان كل ما أمكنهما على المستويين المادي والمعنوي
لرعاية أبنائهما وتربيتهم، وتحمّلا في سبيل ذلك أشد المتاعب والصعاب
والإرهاق النفسي والجسدي وهذا البذل لا يمكن لشخص أن يعطيه بالمستوى الذي يعطيه الوالدان.
ولهذا فقط اعتبر الإسلام عطاءهما عملاً جليلاً مقدساً استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل
وأوجب لهما حقوقاً على الأبناء لم يوجبها لأحد على أحد إطلاقاً،
حتى أن الله تعالى قرن طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر فقال
: 'واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً '(2).
لأن الفضل على الإنسان بعد الله هو للوالدين،
والشكر على الرعاية والعطاء يكون لهما بعد شكر الله وحمده،
'ووصينا الإنسان بوالديه... أن أشكر لي ولوالديك إليَّ المصير '(1).
وقد اعتبر القران العقوق للوالدين
والخروج عن طاعتهما ومرضاتهما معصية وتجبراً
حيث جاء ذكر يحيى ابن زكريا بالقول: ' وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصيا '(2).
وهذه قصة مؤثره بين إثنين من الاخوان رافعين قضية على بعضهما في المحكمة كسبها أحدهم .. فبكى الأخ الكبير في المحكمة ..
والسبب
الأخ الأكبر يريد أن يكون له الحق في رعاية امه .. والاخ الاصغر يطالب بحقه في رعاية امه
واثنينهما ساكنين بمدينتين مختلفتين .. وكل واحد منهما يريد ان يكون له الحق بالرعاية والقاضي ..
استمع لهما القاضي في عدة جلسات وعندما سأل الأم قالت .. إثنينهم عينين في رأسي
فلما حكم القاضي .. بحق الرعاية للأخ الأصغر ..بكى الأخ الأكبر ..
هذه التربيه .. على الشمائل المحمديه أخوان بالمحكمه من أجل امهم يتنازعون عليهاا .. ويبكون على الحـكم..
هنيئاً لهذه الام
هناك أمهات بدار العجزه وهناك .. من القصص الكثير وعزائي لبعض الامهات .. الذي لايتذكرها أبنائها ..إلا بعيد الام شتان بين هذا وذاك شتان
فيا صبر والدينا علينا وحبهما لنا ..
اللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما،
واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك،
واجعلهم راضين عنا، اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم،
فنور قبره، واغفر خطأه ومعصيته، اللهم اجزهما عنا خيراً،
اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك،
اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك.
اللهم أصلحنا وأصلح شبابنا وبناتنا،
اللهم أعلِ همتهم، وارزقهم العمل لما خلقوا من أجله، واحمهم من الاشتغال بسفاسف الأمور،
وأيقظهم من سباتهم ونومهم العميق وغفلتهم الهوجاء والسعي وراء السراب.
اللهم اجعلنا في طاعتك وطاعة والدينا في ما يرضيك واجعلنا من الابرار..