تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولووُجِدَتْ
في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولاأَلَمُ
ولا استحالت حياة ُ الناسأجمعها
وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُوالنُّظمُ
فما السَّعادة في الدُّنيا سوىحُلُمٍ
ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَاالأُمَمُ
ناجت به النّاسَ أوهامٌ معربدةٌ
لمَّا تغَشَّتْهُمُ الأَحْلاَمُوالظُّلَمُ
فَهَبَّ كلٌ يُناديهِوينْشُدُهُ
كأنّما النَّاسُ ما ناموا ولاحلُمُوا
خُذِ الحياة َ كما جاءتكَمبتسماً
في كفِّها الغارُ، أو في كفِّهاالعدمُ
وارقصْ على الوَرِد والأشواكِمتَّئِداً
غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّتلكَ الرُّجُمُ
وأعمى كما تأمرُ الدنيّا بلامضضٍ
والجم شعورك فيها، إنهاصنمُ
فمن تألم لن ترحممضاضتهُ
وَمَنْ تجلّدَ لم تَهْزأ بهالقمَمُ
هذي سعادة ُ دنيانا، فكنرجلاً
ـ إن شئْتَها ـ أَبَدَ الآباديَبْتَسِمُ!
وإن أردت قضاء العيشِ في دعَةٍ
شعريّة ٍ لا يغشّي صفوهاندمُ
فاتركْ إلى النّاس دنياهمْوضجَّتهُمْ
وما بنوا لِنِظامِ العيشِ أورَسَموا
واجعلْ حياتكَ دوحاً مُزْهراًنَضِراً
في عُزْلَة ِ الغابِ ينمو ثُمّينعدمُ
واجعل لياليك أحلاماً مُغَرِّدةً
إنَّ الحياة َ وما تدوي بهحُلُمُ
أبو القاسم الشابي