عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2014, 08:39 AM   #1
الرهيب
افتراضي من كلام ابن القيم رحمه الله


[السرور بالعمل]

قال ابن القيم رحمه الله :

إن سرور القلب بالله وفرحه به وقرة العين به ،

لايشبهه شيء من نعيم الدنيا البته ،

وليس له نظير يقاس به ،

وهو حال من أحوال أهل الجنة .

ولاريب أن هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله عز وجل ،

وبذل الجهد في طلبه ، وابتغاء مرضاته . ومن لم يجد هذا السرور

ولاشيئًا منه فَلْيَتَّهِم إيمانه وأعماله ،

فإن للإيمان حلاوة من لم يذقها فليرجع ،

وليقت بس نوراً يجد به حلاوة الإيمان .

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذوق طعم الإيمان

ووَجْد حلاوته ؛ فذكر الذوق والوجد ،

وعلَّقه بالإيمان ، فقال : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّاً ،

وبالإسلام دينًا ، وبمحمد رسولاً )

وقال : ( ثلاث من من فيه وجد حلاوة الإيمان :

من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء يحبه لايحبه إلا لله ،

ومن كان يكره أن يعود في الكفر -

بعد إذ أنقذه الله منه -كمايكره أن يلقى في النار )

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه -يقول :

إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه ؛

فإن الرب تعالى شكور .

يعني لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا حلاوة يجدها في قلبه ،

وقوة انشراح وقرة عين ؛ فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول .

والقصد : أن السرور بالله وقربه ،

وقرة العين به تبعث على الازدياد من طاعته ،

وتحث على الجد في السير إليه.

[المجموع القيم من كلام ابن القيم ]

[ص361-362]



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس