الموضوع: أيهما أفضل‏
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2014, 11:52 PM   #1
الرهيب
افتراضي أيهما أفضل‏

طرح العلاّمة ابن القيم تساؤلا:

أيهما أفضل؟ الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أم سرعة القراءة مع كثرتها،

وذلك في كتابه 'زاد المعاد في هدي خير العباد'

ثمّ سرد أقوال السلف في هذه المسألة ثمّ قال:

"والصواب في المسألة أن يُقال‏:

‏ إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفعُ قدراً،

وثوابَ كثرة القراءة أكثرُ عدداً، فالأول‏:‏ كمن تصدَّق بجوهرة عظيمة،

أو أعتق عبداً قيمتُه نفيسة جداً، والثاني‏:‏ كمن تصدَّق بعدد كثير من الدراهم،

أو أعتق عدداً من العبيد قيمتُهم رخيصة، وفي ‏(‏صحيح البخاري‏)

‏ عن قتادة قال‏:‏ سألت أنساً عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم،

فقال‏:‏ ‏(‏كان يمدُّ مدًّا‏)‏‏.‏

وقال شعبة‏:‏ حدثنا أبو جمرة، قال‏:‏ قلت لابن عباس‏

:‏ إني رجل سريعُ القِراءة، وربما قرأتُ القرآن في ليلة مرة أو مرتين،

فقال ابنُ عباس‏:‏ لأن أقرأ سورةَ واحدة أعجبُ إِلَيَّ من أن أفعل ذَلِكَ الذي تفعل،

فإن كنت فاعلاً ولا بد، فاقرأ قِراءَةً تُسْمعُ أُذُنَيْك، وَيعيها قلبُك‏.‏

وقال إبراهيم‏:‏ قرأ علقمةُ على ابن مسعود، وكان حسنَ الصوت، فقال‏:‏

رتِّل فِداك أبي وأمي، فإنه زينُ القرآن‏.‏

وقال ابن مسعود‏:‏ لاَ تَهُذُّوا القُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلاَ تَنْثُرُوه نَثْرَ الدَّقَل،

وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ، وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ‏.‏

وقال عبد اللّه أيضاً‏:‏ إذا سمعتَ اللّه يقول‏: {يا أيّها الذين آمنوا}

فأصغِ لها سمعك، فإنه خيرٌ تُؤمر به،

أو شرٌّ تُصرف عنه‏.‏ وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى‏:‏

دخلت عليَّ امرأة وأنا أقرأُ ‏(‏سورةَ هُود‏)‏ فقالت‏:

‏ يا عبد الرحمن‏:‏ هكذا تقرأ سورة هود‏؟‏‏!

‏ واللّه إني فيها منذ ستةِ أشهر وما فرغتُ مِن قراءتها‏."

كتاب 'زاد المعاد في هدي خير العباد' صفحة 327 طبعة مؤسسة الرسالة



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس