برنارد لويس .. زارع الألغام للمسلمين
عام 1976 كتب برنارد لويس مقال اثر في السياسة الغربية.
برنارد لويس المستشرق البريطاني ذو الجذور اليهوديةكتب مقالة حملت العنوان التالي (عودة الإسلام ) التي نشرتها مجلة كومنتري الأمريكية .
تعتبر هذه المقالة تنبوء صحيح لما نراه واقعا للصراع الايدلوجي _(العسكري في نطاق ضيق بالرغم من الفروقات في ميزان القوى بين اطراف الصراع ) من وجهة نظر كثيرين ممن يؤخذ العلم منهم.
بعدها كتب مقالات وكتب كثيرة حول هذا الموضوع بالذات وعقد ندوات ومحاضرات وغدى نجمه ذا شأن
واعتبر مستشرق متعمق ومصدر موثوق لفهم الاسلام كايدلوجيا سياسية.
برنارد لويس ايضا استاذ هونتجتون وفوكوياما منظري (صراع الحضارات وحتمية اصطدامها).
اعود لقراءة (برنارد لويس) واشرككم الاطلاع على ما كتب وماكتب عن كتاباته
لمعرفة افكار وتصورات راسمي سياسات الغرب وبعض الشرق المسبقة تجاهنا..تشاو.
في مقابلة أجريت معه في 20/5/2005 قال برنارد لويس بالنص:
(إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية. وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان.
إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ولا داعي لمراعاة خواطرهم او التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك ”إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا.“ ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية, وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية – دون مجاملة ولا لين ولا هوادة - ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة , ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها).
وهذه مقولة منسوبة اليه «فالمسلمون قوم أوغاد بطبعهم، يكرهون الآخر، ويرون ذبح الغرب واليهود انتقاماً لعجزهم وتخلفهم».
وهذه معلومات اخرى تحتاج الى توثيق رسمي قد تكون صحيحة الى حد كبير:
دونالد رامسفيلد : «لقد علّمنا برنارد لويس، كيف نفهم التاريخ المعقد والمهم للشرق الأوسط، وكيف نستعمله (التاريخ) ليوجهنا إلى المرحلة القادمة من أجل بناء عالم أفضل للأجيال القادمة».
بعد عام وفي مارس 2003 كان لويس يقدم الحجة الفكرية لغزو العراق حين قال: «إن غزو العراق سينبثق عنه فجر جديد، وإن القوات الأمريكية ستُستقبَل كمحررة»،
ويتداول انه في عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور "برنارد لويس" وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة.
لنقرأ هذا المقال عنه:
................
ضابط المخابرات و«رأس الحربة» الفكرية للهيمنة على العالم
بمجرد أن يُذكر اسم هذا الرجل في العالم العربي تُطرح لدى الناس علامة استفهام جذرية وحائرة: «لماذا يكرهنا»؟. ولعل في الخلفية من السؤال يقع مقاله الشهير في أوائل التسعينيات من القرن الماضي «جذور الغضب الإسلامي»، والذي اعتبره البعض الركيزة الأساسية التي بنى عليها صموئيل هنتنغتون أطروحته الخلافية الشهيرة «صراع الحضارات».
في أوائل العام 1916 وُلد برنارد لويس في إنجلترا لعائلة يهودية أشكينازية من الطبقة الوسطى، وبدأت عليه ملامح حبه للغات والتاريخ، فاهتمّ في سن مبكرة، وتحديداً الحادية عشرة من عمره، بدراسة اللغتين العربية والعبرية، ثم الأرامية، ومنها انتقل إلى اليونانية والفارسية واللاتينية والتركية.
يذكر المؤرخ المصري الكبير د. رؤوف عباس في مقدمته لأحد كتب لويس المعنون «الإسلام وأزمة العصر... حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس»، أن مستشرقاً لم يحظَ بشهرة إعلامية واسعة في الغرب، تتردد أصداؤها في العالم كله، مثلما حظي برنارد لويس الذي يعدّونه «عميد دراسات الشرق الأوسط، وحجة تاريخ الإسلام والعرب»، بل و«حكيم العصر»، وتتسع دائرة «الترويج له» في جميع أجهزة الإعلام الغربي المقروءة والمسموعة.
غير أن هذه ليست الحقيقة كاملة، فرغم الشهرة الواسعة، لم يضف برنارد لويس في حقيقة الأمر إلى الدراسات التاريخية المتصلة بالإسلام والمسلمين سوى رسالته للدكتوراه عن «الطائفة الإسماعيلية وجماعة الحشاشين»، وحتى هذه تجاوزتها بحوث العديد من المؤرخين في الغرب والشرق.
مؤرخ أم منظر سياسي؟
هل كان لويس وطوال عقود مؤرخاً أكاديمياً أم منظراً سياسياً؟، بمعنى هل عرف العالم لويس باحثاً ومفكراً متجرداً وموضوعياً أم صاحب مشروع سياسي، وإن أظهر خلاف ما يبطن؟
المقطوع به أن الغوص في عمق المنهج الاستشراقي الخاص بالرجل يصيب الباحث بالذهول، فقد تبنى لويس طوال حياته مشروعاً ظاهره «علمي»، ولكن جوهره سياسي محض، وهو تقديم صورة الإسلام إلى الغرب كما تعكسها مرآة لويس الذي يريد أن يرسخ في أذهان قارئه صورة سلبية للإسلام تخدم توجهه الصهيوني المحض... هل من مصداقية لهذا الحديث؟
الشاهد أن لويس وفي بداية حياته المهنية اتجه إلى دراسة القانون ليصبح محامياً، غير أن حبه وشغفه بالتاريخ سيما تاريخ «الشرق الأوسط»، أرجعه ثانية للدراسة في جامعة باريس، حيث درس مع المستشرق الفرنسي الكبير لويس ماسينون تاريخ المنطقة.
كانت الحرب العالمية الثانية ولا شك نقطة مفصلية في تحول وتحور مسارات «لويس»، فحين اندلعت تلك الحرب الكونية، ترك التعليم الجامعي الذي كان قد بدأه للتو ليعمل ضابطاً في الاستخبارات العسكرية البريطانية، ومنها لاحقاً خبيراً في الاستخبارات البريطانية الخارجية، رغم عودته إلى جامعة لندن وممارسته لدور أكاديمي.
أُعير لويس كثيراً إلى وزارة الخارجية البريطانية بدءاً من العام 1949 ليلعب دوراً مؤثراً وفاعلاً في رسم سياسات الإمبراطورية البريطانية، التي كانت وقتها تصارع من أجل «شمس»، كانت في طريقها نحو المغيب، مخلّفةً وراءها حطام إمبراطورية لم تكن لتغيب عنها الشمس.
في تلك الأوقات وبعين المؤرخ الفذ الذي يعلم جيداً قراءة الأزمنة، ويدرك مآسي الكون وأحاجي الإنسان، رأى أن المستقبل القادم هو للولايات المتحدة الأمريكية، وعليه هاجر إلى الأراضي الأمريكية الواسعة، وإن تطلب الأمر منه نحو عقدين كاملين ليستقر به المطاف في جامعة برنستون العريقة أوائل سبعينيات القرن الماضي، ليضحى وخلال عشرات السنوات «رأس الحربة» الفكرية في مشروع أمريكا للهيمنة على العالم، وفي طليعة المفكرين والباحثين الاستراتيجيين النازعين إلى تكريس النظرة الأحادية للعالم، عبر البوابة الإمبراطورية الأمريكية، وقد كان للرجل دور بارز في دعم جماعة المحافظين الجدد بالمدد الفكري والزخم العقلي، للمضي في طريقهم الذي كلف العالم ولا يزال سنوات من الدم والنار والثأر وردات الفعل الانتقامية.
كان لويس، ولا يزال، وبالاً علي الشرق الأوسط وعلى العالم الإسلامي، فهو صاحب الدعوة الأبوكريفية المنحولة لاعتبار «العالم الإسلامي متعفناً بمقاومة جوهرية للغرب»، وقد كان الأمر بالنسبة إليه نبوءة ذاتية Self Prophecy، أي محاولة لتحقيق تنبوءات مكذوبة لنفسها بنفسها.
تقسيم المقسَّم
اعتبر الكثيرون أن لويس هو صاحب الرؤية الإمبريالية الغربية الجديدة لتقسيم الشرق الأوسط، أو ما يعرف اليوم في الأدبيات السياسية باسم «سايكس بيكو2»، والحديث عن الخرائط الجديدة لتفكيك وتفتيت العالم العربي، تملأ الأجواء الفكرية العالمية، غير أن الأخطر في ذلك، أنه كان ولا يزال في خدمة المشروع الصهيوني الأكبر، وهمه الأول «تقسيم المقسَّم وتفتيت المجزَّأ لا تجزئته فحسب».
في العام 2002، أي بعد الإغارة الأمريكية على أفغانستان، وفي زمن التحضير لغزو العراق، شهدت تل أبيب أمسية لتكريم برنارد لويس، كان من بين الحضور فيها بوب ولفوويتز نائب وزير الدفاع الأمريكي حينذاك دونالد رامسفيلد، والذي تحدث ليلتها قائلاً: «لقد علّمنا برنارد لويس، كيف نفهم التاريخ المعقد والمهم للشرق الأوسط، وكيف نستعمله (التاريخ) ليوجهنا إلى المرحلة القادمة من أجل بناء عالم أفضل للأجيال القادمة».
بعد عام وفي مارس 2003 كان لويس يقدم الحجة الفكرية لغزو العراق حين قال: «إن غزو العراق سينبثق عنه فجر جديد، وإن القوات الأمريكية ستُستقبَل كمحررة»، الأمر الذي ثبت كذبه باعتراف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في مذكراته الصادرة حديثاً «قرارات مصيرية»، عندما اعتبر أن: «ما فعلناه في العراق كان خطأ فادحاً»، لتنهار أسطورة برنارد لويس، ومنهجه الاستشراقي أو الاستخباراتي على أصح وصف وتشبيه.