عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2017, 05:16 PM   #3
نورالدين
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: برنارد لويس .. زارع الألغام للمسلمين

مئوية الهدّام

يستلفت النظر أن الأوساط الفكرية التي تهنئ وتبارك لـ «لويس في مئويته» لم تتوقف عند الدور الهدام والقاتل الذي يثيره وتثيره آراؤه لجهة تعايش أتباع الأديان، وأبناء الحضارات المختلفة، فالرجل مولد كبير لأفكار الإسلاموفوبيا، وتحذيراته من انتشار الإسلام لاسيما في أوروبا تمثل اليوم ركناً أصيلاً في تنامي الأصولية الغربية، وزيادة المد اليميني الأصولي في أوروبا بنحو خاص.

يذهب لويس إلى أن الإسلام والمسيحية دينان لا يطيقان النقاش معاً، وأنهما في صدام دائم لأنهما على عكس اليهودية لا يتوجهان إلى عنصر معين، بل يسعى كل منهما إلى نشر دعواه في العالم كله، ومن ثم تتقاطع طرقهما ويتفجر الصراع بينهما.

كانت هذه الفكرة موضوع مقال نشره لويس في مجلة The Atlantic Monthly عدد مايو 2003، بعنوان استفزازي «أنا على حق، وأنت على باطل، فلتذهب إلى الجحيم»، وهو المقال الذي ترددت بعض مقولاته في كتابه «أزمة الإسلام»، ليبقى لويس أبداً ودوماً حجر عثرة لا زاوية ارتكاز، الأمر الذي يبدو واضحاً كذلك من مقاله الأخير في الواشنطن بوست الأمريكية: «أوروبا والمسلمون ناقوس الخطر القادم»، وفيه يطرح تساؤلاً مثيراً للجدل والخوف لدى الأوروبيين: «ما مدى إمكانية أن يصبح مسلم مهاجر، استقر في أوروبا أو في أماكن أخرى من الغرب، جزءاً من تلك البلاد التي استقر فيها مثلما فعلت العديد من موجات المهاجرين؟».

هذا التساؤل تتردد أصداؤه اليوم ومن جديد في أنحاء القارة الأوروبية لاسيما في ظل موجات الهجرة التي تهل عليها، وهي في غالبيتها من المهاجرين المسلمين من الشرق الأوسط على نحو خاص، الأمر الذي يرسخ لدى الأوروبي والأمريكي المعتدل، وليس اليميني فقط، المستعد أبداً ودوماً للمجاهرة بعدائه للآخر، حقيقة تكاد أن تكون مغلوطة بالمطلق، وهي أن المسلم في أوروبا سيظل ولاؤه وانتماؤه عرقياً، دينياً وأيديولوجياً، أكثر من ولائه السياسي، وفي التحليل، هناك ربط بالنتيجة التي خلص إليها من قبل في الكثير من أوراقه، وهي أن المسلمين قوة تدمير، وليسوا قوة بناء.



نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس