عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2018, 04:42 PM   #1
عبق الورد
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي مواعظ القرآن || صدقة الحياة !






مواعظ القرآن


صدقة الحياة !




قال الله تعالى : ( ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ
وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾


[سورة البقرة الآية:261]




من عجيب آيات الإنفاق في سورة البقرة أنها جاءت بين سياقين .




الأول : سياق الإحياء بعد الموت . في قصة الذي مرّ على قرية وهي خاوية ، وقصة إبراهيم عليه السلام حين


قال ( رَبّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ) .


الثاني : سياق إباحة البيع وتحريم الرّبا ( وَأَحَلّ اللهُ البَيْعَ وَحَرّمَ الرّبَا ) .


وبين هذين السياقين حشد القرآن آيات الإنفاق والترغيب فيه والترهيب من الشحّ أو البخل
أو ترك الإنفاق خشية الفقر . وهذا يعطي دلالات مهمة .




1- الصدقة حياة .


[ الإنفاق ] صورة من صور [ الإحياء ] : إحياء للضمير والإنسانية والحب والعفّة والكرامة بين الخلق.


وحين يكون الشحّ : ينكسر الضمير ، وتموت الإنسانية بين النّاس .فتفسد الأرض بالإفساد فيها ، إذ يكون الشحّ سبباً للغش والمخادعة والسرقة
والاختلاس وأكل أموال الناس بالباطل والتعدّي على الحقوق ..




2- المال يزيد وينقص ، والبركة تزيد ولا تنقص .


فالمال يزيد بحركة ( البيع ) وتباركه ( الصدقة ) ويمحقه ( الرّبا ).
وقدّم ذكر ( الإنفاق ) و ( الصدقة ) على البيع تقديم اهتمام وتشريف ، وتنبيه إلى أن ( البركة ) في المال أهمّ من زيادته في العدد .

3- إبداع القرآن في تصوير قيمة [ الإنفاق ] بالصورة المحسوسة .


فهذه الأرض-وهي مخلوق- تخبّئ فيها[ حبّة ] فتعطيك [ ألف ] حبّة.


فكيف الشأن بالخالق سبحانه،وقد قال ووعد : (وَمَا أَنفَقْتُم مِن شَيءٍ فَهوَ يُخْلِفُهُ وَهُو خَيْرُ الرَّازِقِين) .[ سبأ : 39 ] .


وقال : ( إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ) [ التغابن : 17 ] .



عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس