06-24-2018, 05:37 PM
|
#2
|
|
|
رد: الشكر وفضله
.فصل في كون الشكر بالقلب واللسان والجوارح:
والشكر يكون بالقلب، واللسان، والجوارح.
أما بالقلب، فهو إظهار الشكر لله بالتحميد.
وأما بالجوارح، فهو استعمال نعم الله في طاعته، والتوقي من الاستعانة بها على معصيته
، فمن شكر العينين أن تستر كل عيب تراه لمسلم،
ومن شكر الأذنين أن تستر كل عيب تسمعه،
فهذا يدخل في جملة شكر هذه الأعضاء.
والشكر باللسان: إظهار الرضى عن الله تعالى، وهو مأمور به.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«التحدث بالنعم شكر، وتركها كفر».
وروى أن رجلين من الأنصار التقيا، فقال أحدهما لصاحبه: كيف أصبحت؟
فقال: الحمد لله. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «قولوا هكذا».
وروى أن رجلاً سلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فرد عليه،
ثم قال له عمر: كيف أصبحت؟
قال: أحمد الله، فقال عمر: ذاك الذي أرادت.
وقد كان السلف يتساءلون، ومرادهم استخراج الشكر لله، فيكون الشاكر مطيعاً، والمستنطق مطيعاً.
وقال أبو عبد الرحمن الحبلى: إن الرجل إذا سلم على الرجل، وسأله كيف أصبحت؟
فقال له الآخر: أحمد الله إليك، قال: يقول الملك الذي عن يساره للذي عن يمينه: كيف تكتبها؟
قال: أكتبه من الحامدين.
فكان أبو عبد الرحمن إذا سئل: كيف أصبحت؟
يقول: أحمد الله إليك والى جميع خلقه.
|
|
|