عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2018, 09:19 PM   #1
عبق الورد
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي مَنْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئَة فعَلَيْهِ مِثْل وِزْر كُلّ مَنْ عمل بِهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ



الســـؤال : إذا مات شخص ، وتـــرك أفعالا وأشياء


سيئة هل تتراكم هذه السيئات ؟ بمعنـــى : إذا كــان



هناك أب نموذج سيء لأبنائه ، وأبناؤه شبوا على


نفس سلوكيات أبيهم ، فهـل هــذا الأب يتحمل


أوزار أبنائه ؟




الجواب : الحمد لله



إذا مات العبـــد ، وقــد فعـــل أفعالا مخالفة للشرع ،



فاقتدى به فيها غيره مـــن ولد أو صاحب أو جار أو


غيرهم : فإن عليه وزر ما فعل ، ووزر مــن فعـــل



فعله مقتديا به فيه ،من غير أن ينقص من أوزارهم


شيء ؛ لمـــا رواه مسلم ( 1017 ) عَــنْ جَرِيرِ بْنِ


عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى



اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّــَمَ ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً


فَعُمِلَ بِهَا بَعْــدَهُ كُتِبَ لَــهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَــا ،


وَلَا يَنْقُصُ مِـــنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَمَــنْ سَــنَّ فِـي



الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْـــلُ


وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ )




قال ابن علان"( ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة) :


معصية وإن قلَّت ، بأن فعلها فاقتِدي به فيهـــا ، أو


دعا إليها ، أو أعان عليها (كان عليه وزرها) أي :



وزر عملها (ووزر من عمل بها من بعده من غير


أن ينقص من أوزارهم شيء ) " انتهى .


"دليل الفالحين" (2/136).




وقـال الشيخ ابن عثيمين " فيــه التحذير مـن السنن


السيئة ، وأن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر


من عمل بها إلى يوم القيامة ،حتى لو كانت في أول



الأمر سهلة ثم توسعت فإن عليه وزر هذا التوسع ،


مثل لـو أن أحدا من الناس رخص لأحد فــي شــيء


مــن المباح الـذي يكون ذريعة واضحة إلى المحرم



وقريبا ، فإنـه إذا توسع الأمــر بسبب ما أفتى بــه


الناس فـإن عليه الوزر ، ووزر من عمل بها إلى


يوم القيامة " انتهى " شرح رياض الصالحين"


(ص 199) .




وعـن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَـــالَ رَسُولُ


اللَّهِ صَلّـَى اللَّهُ عَلَيْـهِ وَسَلَّــمَ ( لَا تُقْتَلُ نَفْـــسٌ ظُلْمًا



إِلَّا كَانَ عَـلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا ،لِأَنَّهُ كَانَ


أَوَّلَ مَـــنْ سَـنَّ الْقَتْلَ ) رواه البخـــاري (3336)


ومسلم (1677)




قــال النـــووي" وَهَـــذَا الْحَدِيث مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام ,


وَهُــــوَ : أَنَّ كُـلّ مَنْ اِبْتَدَعَ شَيْئًا مِنْ الشَّرّ كَانَ عَلَيْهِ


مِثْل وِزْر كُلّ مَنْ اِقْتَدَى بِهِ فِي ذَلِكَ الْعَمَل إِلَى يَوْم


الْقِيَامَة " انتهى .




فالأب الذي أساء تربية أولاده ،وكان قدوة سيئة لهم


واقتدوا به فـي سلوكياته في المنحرفة ، يتحمل وزر


أولاده ، لأنه هو السبب في انحرافهم ،وعلى الأولاد


أيضاً وزر أفعالهم كاملاً ، لا ينتقص منها شيء .




وقد كـــان الواجب عــلى هـذا الأب أن يحسن تربية


أولاده ، ويقوم بالمسؤولية التي أوجبها الله عليه


خير قيام .




وقــد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّـــمَ ( كُلُّكُمْ


رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى


أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري


(7138) ومسلم (1829) .




قال الشيخ ابن عثيمين " الرجل راع في أهل بيته ،


في زوجته، في ابنه ،في بنته ،في أخته ،في عمته،


في خالته ، كل من في بيته ،هو راع في أهل بيته ،


ومسؤول عــن رعيته ، يجـــب عليـــه أن يرعاهم


أحسن رعاية ، لأنــه مسؤول عنهـــم " انتهى .


"شرح رياض الصالحين" (ص 337) .


والله أعلم .



موقع الإسلام سؤال وجواب



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ



عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس