عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2020, 04:55 PM   #24
الرهيب
افتراضي رد: 📌🔵 شرح الاربعين النوويه

��الحديث التاسعَ عشرَ:
عن الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنه: أنه أَهْدَى لرسول الله ﷺ صيداً، فردَّه النبي ﷺ عليه ولم يَقْبَلْه منه، فحَزِنَ الصَّعْبُ بنُ جثَّامةَ من ذلك، فلمَّا رأى النبيُّ ﷺ ما في وجهه من الحُزْن، قال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ».

متفق عليه.



الشرح:
كان الصحابة الكِرامُ يُحبُّون أن يُتحِفوا رسولَ اللهِ ﷺ بالهدايا، وكان من عادة النبيِّ ﷺ أنَّه يَقبل الهدايا ويُثِيبُ عليها.
وفي رحلة الحج، جاء إلى النبيِّ ﷺ رجلٌ اسمُه الصَّعْبُ بنُ جَثَّامةَ، وكان معه صيدٌ قد صاده لرسول الله ﷺ ليأكل منه، فلم يقبل النبيُّ ﷺ تلك الهديةَ؛ لأنه مُحْرِمٌ، والصيدُ من محظورات الإحرام.
فلمَّا رَدَّ النبيُّ ﷺ هديةَ الرجلِ، حَزِنَ الرجلُ وتأثَّرَ، فبادَرَ النبيُّ إلى ذِكْر العُذْرِ وبيان السبب، وقال -كما في الصحيحين-: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أنَّا حُرُمٌ». فقرَّتْ بذلك عينُ الرجلِ، وأخذ يحدِّثُ بهذا الخبرِ أصحابَه وتلاميذَه.
ومن هذا نستفيد: أهمية المبادرة إلى تَبْيِينِ الأسباب وبيان الأعذار؛ لنقطع الطريق على الشيطان، عملاً بقول الله تعالى: ﴿وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا﴾ [الإسراء: 53].
وقد أورد الإمام النووي هذا الحديث: حديث الصعب بن جثَّامة، في باب حُسْن الخُلُق من كتاب «رياض الصالحين»؛ ليُبيِّنَ أن جَبْرَ الخواطرِ وتَطْيِيبَ النُّفوسِ وبيان الأعذار، من محاسن الأخلاق.



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس