[الرهيب]

��الحديث التاسع والثلاثون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».


رواه مسلم.



الشرح:
أمر الله سبحانه عبادَه المؤمنين بأنْ يَعملوا أعمالاً صالحة تُقرِّبُهم مِن رحمته، وتُنجيهم من غضبه وعقوبته.
وقد أخبرنا النبيُّ ﷺ في هذا الحديثِ أنَّ الإنسان إذا مات، انقطع عمله إلا من ثلاثة أمور، وهي أمورٌ يجري عليه الأجر بسببها حتى بعد أن يموت:
الأمر الأوَّل: أن يتصدَّق في حياته بصدقة جارية؛ كأن يحفر بئراً في حياته ويستمر عطاءُ ذلك البئر بعد موته، فكلَّما استفاد من البئر أحدٌ، كان لمن حفره أجرُ ذلك وثوابُه حتى وهو في قبره.
ومثال ذلك: بناء المساجد والمستشفيات والمدارس، والتصدُّق بالمصاحف، وغير ذلك من الصدقات الجارية.
الأمر الثاني: العلم الذي يُنتفع به، فمَن علَّم قوماً أو وعظهم وأرشدهم، أو ألَّف كتاباً أو شارك في طباعةٍ أو توزيعٍ أو نشرٍ لعلمٍ نافع، جرى عليه أجرُه في حياته وبعد مماته.
الأمر الثالث: الولد الصالح (وكلمة الولد تشمل الذكر والأنثى)، فإذا ربَّى الرجل أولادَه، أو ربَّت المرأة أولادَها تربيةً صالحة، فكلُّ أعمالِهم الصالحة تكون في ميزان حسناتِ مَن ربَّاهم، وكذلك فإنَّ الولد الصالح يدعو لأُمِّه وأبيه، فيستمر أجرُهما وثوابُهما وفضلُهما عند الله.