عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2022, 01:52 PM   #3
الرهيب
افتراضي رد: القواعِدُ المثلى فِي صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى

•|[ الـــقَـــواعــد الـــمُــثـــلَـى فِــي
صِفَاتِ اللهِ تعَالَى وأسمَائِهِ الحُسنَى ]|•

❐ لِـفَـضيلَـة الــشّيــخِ الـعـَـلّامَـة /
مُـحـمَّـدُ بــنُ صــالـِــحٍ الـعُـثَيْمِين
-رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ تعَالـﮯَ-
•ـ┈┈┈┈•◈◉❒ ❪١٢❫ *❒◉◈•┈┈┈┈•

•• قواعِدُ فِي صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى ••

↫ تتمة القاعدة الأولى:

➢ وإِذَا كَانَتِ الصِّفَةُ كَمَالًا فِي حَالٍ، ونَقْصًا فِي حَالٍ، لم تَكُنْ جَائِزَةً فِي حَقِّ اللهِ، ولَا مُمْتَنِعَةً عَلَى سَبِيلِ الإطْلَاقِ، فَلَا تُثبَتُ لَهُ إِثْباتًا مُطْلقًا، ولا تُنفَى عنه نفيًا مُطلَقًا،

↫ بَلْ لَا بُدَّ مِنَ التَّفصِيل: فتَجُوزُ في الحَالِ الَّتِي تَكُونُ كَمَالًا، وتَمْتَنِعُ في الحَالِ الَّتِي تَكُونُ نَقْصًا، وذَلِكَ كالمَكْرِ، والكَيْدِ، والخِدَاعِ، ونحوِهَا، فهَذِهِ الصِّفَاتُ تَكُونُ كَمَالًا إذَا كَانَتْ فِي مُقابَلَةِ مَنْ يُعامِلُونَ الفَاعِلَ بمِثْلِهَا؛

◅ لأنَّها حينَئذٍ تَدُلُّ عَلَى أنَّ فَاعِلَهَا قَادِرٌ عَلَى مُقابَلَةِ عَدُوِّهِ بمثْلِ فعلِهِ أو أشدَّ، وتَكُونُ نقصًا في غيرِ هَذه الحَالِ، ولهَذَا لم يَذْكُـرْهَا اللهُ تعَالَى مِنْ صِفَاتِهِ عَلَى سَبِيلِ الإطْلَاقِ، وإنَّـمَا ذَكَـرَهَا في مُقابلَةِ مَنْ يُعاملُونَهُ ورُسُلَهُ بمِثْلِهَا،

◄ ڪقَولِهِ تعَالَى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال:٣٠]، وقولِهِ: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ◈ وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق:١٥-١٦]، وقولِهِ: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ◈ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف:١٨٢-١٨٣]،

◄ وقولِهِ: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ [النساء:١٤٢]، وقولِهِ: ﴿قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ◈ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾ [البقرة:١٤-١٥].

❍ ولهذا لَمْ يذكُرِ اللهُ أنَّهُ خَانَ مَنْ خَانُوهُ، فقَالَ تعَالَى: ﴿وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال:٧١]، فقَالَ: ﴿فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ﴾، ولَمْ يَقُلْ: « فَخَانَهُمْ »؛ لأنَّ الخِيانَةَ خدعَةٌ فِي مَقَامِ الائتِمَانِ، وهِيَ صِفَةُ ذَمٍّ مُطلَقًا.

❒ وبِذَا عُرِفَ أنَّ قولَ بعْضِ العَوَامِّ: «خَانَ اللهُ مَنْ يخُونُ» مُنكَرٌ فَاحِشٌ، يَجِبُ النَّهيُ عَنْهُ.

- يُتْبَـعُ إن شَــاء اللهُ -
ـــــــــ
❪📚❫ المصْــــدَرُ : ❪ ڪـتـاب الـقـواعـــد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى - ابن عثيمين رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ تعَالـﮯَ صـ❪٣٠-٣١ـ٣٢❫ .

══════ ❁✿❁ ══════



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس