عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2022, 02:04 PM   #8
الرهيب
افتراضي رد: القواعِدُ المثلى فِي صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى

•|[ الـــقَـــواعــد الـــمُــثـــلَـى فِــي
صِفَاتِ اللهِ تعَالَى وأسمَائِهِ الحُسنَى ]|•

❐ لِـفَـضيلَـة الــشّيــخِ الـعـَـلّامَـة /
مُـحـمَّـدُ بــنُ صــالـِــحٍ الـعُـثَيْمِين
-رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ تعَالـﮯَ-
•ـ┈┈┈┈•◈◉❒ ❪٩❫ *❒◉◈•┈┈┈┈•

•• قواعِدُ فِي أسماءِ اللهِ تَعَالَى ••

⊡ القَاعِدَةُ السَّابعَةُ: الإلْحَادُ في أسمَاءِ اللهِ تعَالَى هُوَ المَيْلُ بِهَا عَمَّا يَجِبُ فِيهَا، وهُوَ أنْوَاعٌ:

➢ الأوَّلُ: أنْ يُنـكِـرَ شَيْئًا مِنْهَا، أَوْ ممَّـا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ الصِّفَاتِ والأحكَامِ، كَـمَـا فَعَلَ أهْلُ التَّعطِيلِ مِنَ الجهميَّةِ وغيرِهِمْ، وإنَّما كَانَ ذَلِكَ إلحَادًا؛ لوُجوبِ الإيمَانِ بهَا، وبِمَا دَلَّتْ علَيْهِ مِنَ الأحكَامِ والصِّفَاتِ اللَّائقَةِ باللهِ، فإنْكَارُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ مَيْلٌ بِهَا عَمَّا يَجِبُ فِيهَا.

➢ الثَّاني: أَنْ يَجْـعَلَـهَـا دَالَّةً عَلَى صِفَاتٍ تُشَابِهُ صِفَاتِ المخلُوقِينَ كَـمَا فَعَلَ أهْــلُ التَّشْبِيه، وذَلِكَ لأَنَّ التَّشْبِيهَ مَعْنًى بَاطِلٌ لَا يُمكِنُ أن تَدُلَّ علَيْهِ النُّصُوصُ، بَلْ هِيَ دَالَّةٌ عَلَى بُطْلَانِهِ، فَجَعْلُها دَالَّةً عَلَىه مَيْلٌ بها عمَّا يَجِبُ فِيهَا.

➢ الثَّالِثُ: أَنْ يُسمَّى اللهُ تـعَـالَـى بِمَا لَمْ يُسَمِّ بِهِ نفسَهُ، كتَسمِيَةِ النَّصارَى لَهُ: ❪الأبَ❫، وتَسمِيَةِ الفَلاسِفَةِ إيَّاهُ: ❪العِلَّةَ الفَاعِلَةَ❫، وذَلِكَ لأنَّ أسمـاءَ اللهِ تعَـالَـى تَوقيفيَّةٌ، فتَسمِيَةُ اللهِ تعَالَى بِمَا لَمْ يُسمِّ بِهِ نفسَهُ مَيْلٌ بِهَا عَمَّا يَجِبُ فِيهَا، كَمَا أنَّ هَذِهِ الأسمَاءَ الَّتِي سَمَّوه بِهَا نَفسَهَا بَاطِلَةٌ يُنزَّهُ اللهُ تعَالَى عنْهَا.

➢ الرَّابعُ: أَنْ يُشتقَّ مِنْ أسمَائِهِ أسـمَـاءٌ للأصـنَامِ، كَـمَـا فَعَلَ المُشرِكُونَ في اشْتِقَاقِ ❪الـعُـزَّى❫ مِنَ: ❪العَزِيـزِ❫، واشْتِقَاقِ ❪اللَّاتِ❫ مِنَ: ❪الإلَهِ❫ عَلَى أحَدِ القَولينِ، فسَمَّوْا بِهَا أصنَامَهُمْ، وذَلِكَ لأَنَّ أسمَاءَ اللهِ تعَالَى مُختصَّةٌ بِهِ؛

⟐ لـقَـولِـهِ تعَـالَى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:١٨٠]، وقَـولِــهِ: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُـوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [طه:٨]، وقولِهِ: ﴿لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الحشر:٢٤]،

⟐ فكَمَا اختصَّ بالعِبَادَةِ وبالأُلوهيَّةِ الحَقِّ، وبأنَّهُ يُسبِّحُ لَهُ مَا في السَّمَاواتِ والأرْضِ، فهُوَ مُختَصٌّ بالأسمَاءِ الحُسنَى، فتَسمِيَةُ غَيرِهِ بِهَا عَلَى الوَجْهِ الَّذِي يَختصُّ باللهِ عز وجل مَيْلٌ بِهَا عَمَّا يَجِبُ فِيهَا.

❐ والإلـحَـادُ بجَمِيعِ أنْواعِهِ مُحـرَّمٌ؛ لأنَّ اللهَ تَعَالَى هَدَّدَ المُلحِدِينَ بـقَـولِـهِ: ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِـي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف:١٨٠]، ومِنْهُ مَا يَكُونُ شِرْكًا أَوْ كُفْرًا، حَسْبَما تَقْتَضِيهِ الأدِلَّةُ الشَّرعيَّةُ.

- يُتْبَـعُ إن شَــاء اللهُ -
ـــــــــ
❪📚❫ المصْــــدَرُ : ❪ ڪـتـاب الـقـواعــد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى - ابن عثيمين رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ تعَالـﮯَ صـ❪٢٥-٢٦-٢٧❫ .

══════ ❁✿❁ ══════



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس