عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2023, 10:12 PM   #1
الرهيب
افتراضي 《 استُروا أوجَاعَكم 》..

فزَكريّا في وصْفِ القُرآن .. لَم يَزِد على أن ؛ { نادَى ربَّه نداءً خَفيّا } ..
همَس فيه بأرَقٍ ؛ خَبّأه في كلِّ سنوات عُمره .. { وكانَت امْرَأتي عاقِراً } !

لقدْ كان الهَمْس ليلاً .. في مكانٍ قَصيٍّ عن سَمعِ النّاس ، و فُضول النّاس ، وأسئلة الناس !

هَمْس بِحاجَتِه الفِطرية لِمن بيدهِ مَقاليد الأمر ، ومفاتيح الفرَج !

{ فَهبْ لي من لدُنك وليّاً } ..
هَمَس بها لله وحده ؛ دون أن يَهتِك سِتر ما بينه و بين زوجِه ..
بلْ قدّم في أول الدُّعاء ؛ ضَعفه .. فهو الذي ؛ { وَهَن العَظم } منه { واشتَعل الرَّأسُ شَيبا } !

وهذهِ قمّة الرِّقي في العَلاقة الزوجيّة ..
كأنّما يعتَذر عن زوجته ، ويَحمل العِبء عنها .. ويستر عيبها !

ويَصف ضَعفه .. ويسأل ربّه مَخرجاً ؛ لا يَنقِض العَلاقة العَتيقة بين القلبين !
سَتَر زكريا النّقص .. فأتمّ الله له الأمر على أجملِ ما يكون .. إذْ جاءه يَحيى { بَرّاً بوالِديه } !

كلاهما .. فقدْ استحقّ الزَّوجان برّ الولد ؛ لبرٍّ خفيٍّ بينَهما !

وبثَّ الشّكوى لربِّه .. فجاءَته البُشرى ؛ { لَم نَجعل له مِن قبلُ سَميّا } !

إذْ لا يَليق بموقِفه الذي ليْس له مثيل ؛ إلا طفلاً ليسَ له مَثيل !

الأنبياءُ مدرسةٌ في الحَياة ..
والقُرآن ؛ هو وثيقةُ التَّعليم ..
هو وثيقة الأدب الرفيع !



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس