[الرهيب]

[ قصة عيسى عليه السلام 2 ]
"بشارة الحمل بالمسيح عيسى بن مريم"

صارت مريم فتاة شابة تتعبد وتخدم المصلين في بيت المقدس.. لا تغادر المسجد إلا لضرورة..
لا تكلم الرجال ولا يكلمها الرجال.. فهم يعلمون جيداً من هي مريم العذراء العفيفة المحصنة..
وفي يوم خرجت من المسجد.. فاعترض طريقها رجل.. فخافت مريم وقالت "إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا"
ولم تكن تعلم أن هذا الرجل إنما هو من الملائكة..جبريل عليه السلام وقد تمثل لها في صورة بشر..
فأخبرها بذلك وقال "إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا"
لم تفرح مريم بهذا الخبر مطلقاً..
بل تعجبت وخافت"قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا"
فأخبرها جبريل أن الله قادر على ذلك.. وأن الأمر واقع لا محالة..
"كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ".."وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا"
نفخ جبريل فيها روح المسيح عيسى " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا"
كما نفخ ربنا في آدم الروح من قبل"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي"
فحملت بعيسى بكلمة "كن" بدون أب وبدون نطفة.. حملاً دام تسعة أشهر.. تخفي حملها داخل المسجد..
لكن مربيها زكريا تشكك في أمرها بسبب حجم بطنها فسألها :
"هل يكون قط زرع من غير بذر؟ وهل يكون ولد من غير أب؟"
فقالت: "نعم (لأنها فهمت قصد سؤاله) فإن الله قد خلق الشجر والزرع أول ما خلقهما من غير بذر ، وإن الله قد خلق آدم من غير أب ولا أم"