عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2023, 03:50 PM   #2
الرهيب
افتراضي رد: 🔶🔶قصه تيه بني اسرائيل والدروس المستفاده

والحرية والتمكين.

🛑إن حكمة ذلك التيه ﴿أربعين سنة يتيهون في الأرض﴾ مقصودة، وهي فناء الجيل الذين خرج من قبضة الذل والقهر والقوة، والخنوع والمهانة والسخرة، وأفسدوا من عصبيتهم، حتى نشأ من ذلك التيه جيل آخر عزيز عاش على التوحيد ومعاني الحرية والكرامة الإنسانية، لا يسام المذلة، فنشأت له بذلك عصبية أخرى، اقتدروا بها في السعي والمطالبة والتغلب، ويظهر لك من ذلك أن الـ40 سنة أقل ما يأتي فيها فناء جيل ومجيء آخر، سبحان الحكيم العليم، وهكذا قال ابن خلدون.

إن عقوبة التيه في حقيقتها، كان فيها رحمة من الله لبني إسرائيل، فلم يهلكهم الله كما فعل بالأمم السابقة التي عصت الأنبياء والمرسلين، عندما تخلفوا عن أمر أنبيائهم، وتجلى ذلك في النعم التي أنعم الله عليهم بها في هذا التيه، كالغمام، والمن، والسلوى، فالله لا يريد أن يهلكهم بل يريد أن يربيهم، فكانت مدة التيه لتربية بني إسرائيل على الامتثال لأوامر الله تعالى.

👌💪وفي ذلك درس لأصحاب الهمم والعزائم بأن تعلق جيل التمكين بربه هو أول وأهم أسباب نصرته، وله صفات في الشجاعة والخشونة والرجولة والأخذ بالأسباب المعنوية والمادية.

انفصل موسى وأخوه هارون عليهما السلام مع من أطاعهما واتبعهما من بني إسرائيل انفصالا وافتراقا عن الأغلبية العاصية للأمر من بني إسرائيل، وتاه بنو إسرائيل الفاسقون في صحراء سيناء، وصاروا يتخبطون في شعابها ووديانها في حيرة وتيه وضلال وضياع لا يعرفون ماذا يفعلون ولا إلى أين يسيرون.

وهذا ما جنوه على أنفسهم، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، وبدأ أفراد ذلك الجيل يموتون تباعا، ويخرجون من هذه الدنيا مجللين بالذل والضعف والهوان، وهكذا تنتهي حياة موسى عليه السلام مع هذا الجيل من بني إسرائيل، وأخذ من الجيل الصغير الذين قال لهم موسى عليه السلام ﴿يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين﴾ (يونس: 84)، فكان جوابهم ﴿ فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين* ونجنا برحمتك من القوم الكافرين﴾ (يونس:85)، والذين قال فيهم الله ﴿ فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين﴾ (يونس: 83).

ولقد أشار الله إلى أهمية ذلك الجيل في قوله تعالى ﴿ وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا﴾، فذلك الفتى الذي لازم موسى عليه السلام تربية وتعليما وتزكية هو قائد ذلك الجيل.

لقد اهتم موسى آخر حياته بالجيل الجديد وأعطاه من وقته ومن جهده، ففتى موسى عليه السلام كان القائد لذلك الجيل الجديد الذي فتح بيت المقدس.

مرحلة موسى عليه السلام كانت القضاء على النظام الاستبدادي الدكتاتوري والانتصار لدعوة التوحيد وبيان أن الشرك والكفر أوهن من بيوت العنكبوت واستخلاص الشعب الذي وقع عليه الظلم والاستبداد.

🌷مصير الطغاة وأتباع إبليس وجنود الشيطان إلى الزوال وإلى عذاب البرزخ وبئس المصير في الحياة الآخرة.

🌷الصبر على الشعب الذي وقع عليه الاستبداد معنى بارز في سيرة موسى عليه السلام والأذية التي تعرض لها من شعبه،

حرص موسى عليه السلام على تربية وزرع القيم لجيل جديد، وقد ظهرت معالم تلك التربية والعناية بدخول فتى موسى عليه السلام يوشع بن نون بيت المقدس، والانتصار على الجبارين، ودخول بيت المقدس بعد وفاة موسى عليه السلام.

وما كان لبني إسرائيل أن يصلوا إلى العصر الذهبي في عهد داود وسليمان عليهما السلام لولا الله تعالى ثم جهود موسى عليه السلام في القضاء على نظام الاستبداد وقمع الشعوب المتمثل في النظام الفرعوني.

👌👌فالدرس والمعنى هو أن نعتبر بهذه الأمثال التي بينها الله تعالى لنا، وأن نعلم بأن إصلاح الشعوب بعد فسادها بالظلم والاستبداد إنما يكون بإنشاء جيل جديد يجمع بين حرية الفطرة واستقلالها وعزتها وبين معرفة القيم النبيلة والفضائل الكريمة والعمل بها، وقد كان يقوم بهذه الأعمال العظيمة بتربية الأجيال في العصور السالفة الأنبياء والمرسلون، وإن ما يقوم بها بعد ختم النبوة ورثة الأنبياء الجامعون بين العلم بسنن الله في الاجتماع وبين البصيرة والصدق والإخلاص في حب الإصلاح، وإيثاره على جميع الأهواء والشهوات، ومن يضلل الله فما له من هادٍ.

😢ومع أننا خير أمة أخرجت للناس، وأن بأيدينا كتابا عظيما ومنهجا نبويا قويما، إلا أننا دخلنا تيها، فكم تخلفنا عن أوامر الله؛ من ترك لفرائض عظيمة وإحياء لسنن جليلة، وأمر بمعروف ونهي عن المنكر، وصون الأنفس عن الأهواء والملذات،



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس