[الرهيب]

✒️( *خواطر رمضانية* )

*الخاطرة (28) الثامنة والعشرون*

(( *التربية لما بعد رمضان* ))

🔵 لقد أتى رمضان من أجل أن يُربينا ويُهذبنا ويُزكينا لما بعد رمضان، ففي الصيام تخليص للإنسان من رِق الشهوة والعبودية للمادة، وتربية عملية على ضبط الغرائز والسيطرة عليها، وإشعار للإنسان بأن الحريات مقيدة لخير الإنسان وخير الناس الذين يعيش معهم..
🟣 فالصائم الذي يمتنع عن المحرمات وعن الحلال الذي تدعو له الشهوة إنسان عزيز كريم قوي على يديه وأمثاله تنصر الأمة ويعود مجدها وتلك والله هي صفات الرعيل الأول من هذه الأمة ... فلا يصبح الإنسان عبدا لطعامه وشرابه وشهوته وكم من أناس أرضوا شهواتهم وارضوا غيرهم من الخلق على حساب دينهم وقيمهم ومبادئهم فعاشوا بلا قيم فعبدوا غير الله فألبسهم لباس الذل والخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يكون الجزاء الأوفى [وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ]..
🟢 والصيام أيضًا يعوِّد على التواضع وخفض الجناح ولين الجانب، وبالتالي يعرف الإنسان قدره ويحس بضعفه، ومن عرف قدر نفسه تفتحت له أبواب الخير واستقام به الطريق..
🟤 وفي الصوم إحساس بمقدار نعمة الطعام والشراب عندما يحرم منها ونفسه تائقة إليها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا للهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾..
🟡 وفي توقيت الصيام بشهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن تذكير للإنسان بنعمة الرسالة المحمدية، ونعمة الهداية القرآنية التي يكون الشكر عليها بالاستمساك [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ]..
🔴 ويُربي الصيام في المسلم سرعة الاستجابة لأمر الله ورسوله فعندما يسارع في الإفطار وفي التوقف عن تناول وجبة السحور عند سماع الأذان ثم التوجه إلى بيوت الله لأداء فريضة الصلاة وعند نهاية شهر رمضان يسارع المسلم إلى أخراج زكاة الفطر للفقراء والمساكين ويسارع طوال الشهر إلى كتاب الله فيتلوه في حب وشغف كل ذلك يُربي في المسلم طوال العام وليس في رمضان وحسب إلى طاعة الله ورسوله وتنفيذ لأوامرهما..
🟢 ويُربي الصوم المسلم على التميّز والتوحد فكما يتميز في صيامه وإفطاره وصلاته وهذا شأن كل المسلمين في شرق الأرض وفي غربها وفي شمالها وفي جنوبها فلا يوجد أمة من الأمم سواء كانت يهودية أو نصرانية أو بوذية لها هذا التميّز وهذا التوحد ملايين من المسلمين يصومون في يوم واحد ويفطرون في وقت واحد وذلك دلالة على وحدة الأمة في عقيدتها وفي عبادتها وفي قبلتها وفي غايتها وهدفها، فرمضان يربينا كيف نكون في حياتنا في رمضان وفي غير رمضان..

اللهم وفقنا لطاعتك واجتناب معاصيك في كل وقت وحين يااااارب العالمين..

*بلغوها وانشروها*

*فنشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها* ..
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم* ..

*ولاتنسونا من خالص الدعاء*
========================
ــــــــ🕋ــــــــ