عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2023, 09:14 PM   #540
الرهيب
افتراضي رد: *💫 #علمتني_آية 💫*

#تدبر_آية

(وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ﴾ [الصافات: ٤٨]

⁦✍️⁩قَوْلُهُ تَعالى:
﴿وَعِنْدَهم قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ﴾ ﴿كَأنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾ .
📍ذَكَرَ جَلَّ وعَلا في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ ثَلاثَ صِفاتٍ مِن صِفاتِ نِساءِ أهْلِ الجَنَّةِ:

⁦‼️⁩🌹•الأُولى: أنَّهُنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ، وهو العَيْنُ، أيْ: عُيُونُهُنَّ قاصِراتٌ عَلى أزْواجِهِنَّ، لا يَنْظُرْنَ إلى غَيْرِهِمْ لِشِدَّةِ اقْتِناعِهِنَّ واكْتِفائِهِنَّ بِهِمْ.

⁦‼️⁩🌹•الثّانِيَةَ: أنَّهُنَّ عِينٌ، والعِينُ جَمْعُ عَيْناءَ، وهي واسِعَةُ دارِ العَيْنِ، وهي النَّجْلاءُ.

⁦‼️⁩🌹•الثّالِثَةَ: أنَّ ألْوانَهُنَّ بِيضٌ بَياضًا مُشْرَبًا بِصُفْرَةٍ؛ لِأنَّ ذَلِكَ هو لَوْنُ بَيْضِ النَّعامِ الَّذِي شَبَّهَهُنَّ بِهِ،

... وهَذِهِ الصِّفاتُ الثَّلاثُ المَذْكُورَةُ هُنا، جاءَتْ مُوَضَّحَةً في غَيْرِ هَذا المَوْضِعِ مَعَ غَيْرِها مِن صِفاتِهِنَّ الجَمِيلَةِ، فَبَيَّنَ كَوْنَهُنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ عَلى أزْواجِهِنَّ، بِقَوْلِهِ تَعالى في ”ص“: ﴿وَعِنْدَهم قاصِراتُ الطَّرْفِ أتْرابٌ﴾ [ص: ٥٢]، وكَوْنُ المَرْأةِ قاصِرَةُ الطَّرَفِ مِن صِفاتِها الجَمِيلَةِ، وذَلِكَ مَعْرُوفٌ في كَلامِ العَرَبِ، ..

📍وَذَكَرَ كَوْنَهُنَّ عِينًا في قَوْلِهِ تَعالى فِيهِنَّ: ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ [الواقعة: ٢٢]، 📍وذكَرَ صَفا ألْوانِهِنَّ وبَياضَها في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿كَأمْثالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ﴾ [الواقعة: ٢٣]، وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿كَأنَّهُنَّ الياقُوتُ والمَرْجانُ﴾ [الرحمن: ٥٨]، وصِفاتُهُنَّ كَثِيرَةٌ مَعْرُوفَةٌ في الآياتِ القُرْآنِيَّةِ.

⁦✍️⁩*واعْلَمْ أنَّ اللَّهَ أثْنى عَلَيْهِنَّ بِنَوْعَيْنِ مِن أنْواعِ القَصْرِ:
🌹1️⃣أحَدُهُما: أنَّهُنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ، والطَّرْفُ العَيْنُ، وهو لا يُجْمَعُ ولا يُثَنّى؛ لِأنَّ أصْلَهُ مَصْدَرٌ، ولَمْ يَأْتِ في القُرْآنِ إلّا مُفْرَدًا؛ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿لا يَرْتَدُّ إلَيْهِمْ طَرْفُهم وأفْئِدَتُهم هَواءٌ﴾ [إبراهيم: ٤٣]، وقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يَنْظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾، ومَعْنى كَوْنِهِنَّ ﴿قاصِراتُ الطَّرْفِ﴾ هو ما قَدَّمْنا مِن أنَّهُنَّ لا يَنْظُرْنَ إلى غَيْرِ أزْواجِهِنَّ بِخِلافِ نِساءِ الدُّنْيا.
🌹2️⃣والثّانِي مِن نَوْعَيِ القَصْرِ: كَوْنُهُنَّ مَقْصُوراتٌ في خِيامِهِنَّ، لا يَخْرُجْنَ مِنها؛ كَما قالَ تَعالى لِأزْواجِ نَبِيِّهِ ﷺ: ﴿وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: ٣٣]، وذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿حُورٌ مَقْصُوراتٌ في الخِيامِ﴾ [الرحمن: ٧٢]، وكَوْنُ المَرْأةِ مَقْصُورَةٌ في بَيْتِها لا تَخْرُجُ مِنهُ مِن صِفاتِها الجَمِيلَةِ، وذَلِكَ مَعْرُوفٌ في كَلامِ العَرَبِ؛
📍فَقَوْلُهُ: قِصارُهُنَّ، يَعْنِي: المَقْصُوراتِ مِنهُنَّ في بُيُوتِهِنَّ اللّاتِي لا يَخْرُجْنَ إلّا نادِرًا...

📚أضواء البيان — محمد
الأمين الشنقيطي (١٣٩٤ هـ)



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس