الموضوع
:
*من أدب الأخوة:*
عرض مشاركة واحدة
08-10-2023, 12:16 PM
#
1
الرهيب
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 5
*من أدب الأخوة:*
بعد وفاة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
تزوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ( من بني حنيفة) فولدت له ولداً سمّاه ( محمداً ) ، فهو (محمد بن علي) غير أن الناس أرادوا التفريق بينه وبين ذرية فاطمة رضي الله عنها فسموه ( محمد بن الحنفية ) ، واشتُهر بها رضي الله عنه ، ولم يكن يكبره أخواه الحسن والحسين رضي الله عنهما بأكثر من عشرة أعوام ، ونشأ محمد بن الحنفية نشأة أبيه فروسيةً وبطولة وشدة وشكيمة، فكان أبوه يقحمه في الشدائد والمعارك.
فقال له بعضهم يوماً : لِمَ يُقحمك أبوك في مواطن لا يُقحم فيها أخويك الحسن والحسين ؟
*فكان جوابه عجباً من الفصاحة الهاشمية قال : لأن أخَوَيّ هما عينا أبي وأنا يده ، فهو يقي عينيه بيديه.*
*فتأمل كيف تجاوز حظ نفسه ، وكيف فضّل أخويه ، وكيف التمس العذر لأبيه ، وكيف لم يسقط في فخ النميمة ،،*
*وتأمل عبارته وإيجازها وإعجازها.*
وقع بينه وبين أخيه الحسن خلاف فكتب إليه: ( أما بعد ، فإن الله تعالى فضّلك عليّ ، فأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، وأمي امرأة من بني حنيفة ، وجدك لأمك رسول الله ، وصفوة خلقه وجدي لأمي جعفر بن قيس ، فإذا جاءك كتابي هذا فتعال إليّ وصالحني حتى يكون لك الفضل عليَّ في كل شيء).
فلما بلغ كتابه أخاه الحسن رضي الله عنه بادر إلى بيته وصالحه.
سبحان الله ، ذرية بعضها من بعض ، وعجبٌ في التربية ، فقد كان فَطِناً إلى درجة أن جعل الفضل كله لأخيه ، ولم يبادر هو إلى مصالحة أخيه حتى لا يكون له الفضل عليه ، وأعطاه فرصة لذلك ، ونبهه على فضل السبق.
وأدبه هذا ليس مجرد أدب الأخ مع أخيه الأكبر ، بل كان أدباً مع ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، رضي الله عنه وعن إخوته وكل آل البيت الأطهار ، ما تعاقب الليل والنهار ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
"سير أعلام النبلاء"
الرهيب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الرهيب
البحث عن كل مشاركات الرهيب