الموضوع
:
قصص جميلة ذات عبر
عرض مشاركة واحدة
01-05-2024, 10:26 AM
#
35
الرهيب
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 5
رد: قصص جميلة ذات عبر
🟧محاربة بني قينقاع وإجلاؤهم:
وقد كانوا أشجع اليهود، ولديهم حيٌّ خاصٌّ بهم في داخل المدينة، وكانوا يعملون صاغة وحرفيِّين، ويملكون آلات الحرب، وقد قاموا باستفزارات كثيرة ضدَّ المسلمين، منها السُّخرية من المسلمين إذا دخلوا سوقهم، والتَّعرض للنِّساء المسلمات، وقد صبر الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- والمسلمون علىٰ أذاهم، بل وتمادوا بأن تحدُّوا الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم-، وقد نصحهم الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- بعد غزوة بدر بقوله:
"يا معشر يهود.. أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً."
فقالوا له: "يا محمَّد، لا يغرَّنَّك من نفسك أنَّك قتلت نفرًا من قريش، كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال، إنَّك لو قاتلتنا لعرفت أنَّا نحن النَّاس وأنَّك لم تلق مثلنا."
وقد صبر عليهم الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- في ذلك.
وكانت المواجهة، بأن ذهبت امرأة من المسلمين إلىٰ سوقهم لبيع شيء لديها، فراودوها علىٰ كشف وجهها، فأبت، فربط أحدهم طرف ثوبها إلىٰ ظهرها، فلمَّا وقفت انكشفت سوأتها، فضحكوا منها، فصاحت، فأسرع رجل من المسلمين لنصرتها فقتل اليهودي، فاجتمع عليه اليهود فقتلوه، ثمَّ وصل الخبر إلىٰ الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- في المدينة المنوَّرة، فحاصرهم الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- خمسة عشر يومًا، ثمَّ أجلاهم إلىٰ الشَّام، وقد قبل وساطة رأس المنافقين عبد اللَّه بن أبيِّ بن سلول فيهم، وكان قد أسلم قبل نحو الشَّهر، فعامله بالمراعاة، ووهبهم له، وقبض منهم الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- أموالهم.
إنَّ هـٰذا الموقف يدلُّ علىٰ خِسَّةٍ أخلاقيَّةٍ عظيمةٍ من اليهود تتمثل في:
تحدِّيهم للرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- علانية بالقتال، وسخريتهم من قدرات المسلمين القتاليَّة رغم انتصار المسلمين في بدر، ثمَّ تعمُّدهم الاستهزاء بالمسلمين نساءًا ورجالاً، وأخيرًا ما فعلوه مع المسلمة؛ إنَّ جريمة هتك العرض أشدُّ من القتل، فاستحقَّوا ما لقوا.!
🟧محاربة بني النَّضير وإجلاؤهم:
لقد أجلَىٰ الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم-*بني النَّضير*لأنَّهم غدروا به، وما حدث أنَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- خرج إلىٰ بني النَّضير في دية القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أميَّة الضِّمري، للجوار الذي كان رسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- عقد لهما، وكان بين بني النَّضير وبني عامر عقد وحلف..
فلمَّا أتىٰ رسولُ اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- إلىٰ بني النَّضير يستعين بهم في دية هذين القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أميَّة للعهد الذي كان -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- أعطاهما، وكان بين بني النَّضير وبين بني عامر عهد وحلف، فلمَّا أتاهم -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- قالوا: "نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت."
ثمَّ خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنَّكم لن تجدوا الرَّجل علىٰ مثل حاله هـٰذه -ورسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- إلىٰ جنب جدارٍ من بيوتهم قاعد، فمن رجل يعلو علىٰ هـٰذا البيت فيلقي عليه صخرة ويريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال، ورسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- في نفر من أصحابه، فيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي..
فأتىٰ رسولَ اللَّه الخبرُ من السَّماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعاً إلىٰ المدينة، فلمَّا استلبث (بقي) النَّبيُّ -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- أصحابه، قاموا في طلبه فلقوا رجلاً مقبلاً من المدينة فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلاً المدينة، فأقبل أصحاب رسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- حتَّىٰ انتهوا إليه، فأخبرهم الخبر بما كانت يهود أرادت من الغدر به. فبعث رسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- محمَّد بن مسلمة يأمرهم بالخروج من جواره وبلده، فبعث إليهم أهل النِّفاق يُثَبِّتونهم ويُحَرِّضونهم علىٰ المقام، ويعدونهم النَّصر، فقويت عند ذلك نفوسهم، وحمىٰ حييُّ بن أخطب وبعثوا إلىٰ رسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- أنَّهم لا يخرجون، ونابذوه بنقض العهود، فعند ذلك أمر النَّاس بالخروج إليهم..
فحاصروهم خمس عشرة ليلة، وأمر النَّبِيُّ -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- بالتَّهيُّؤِ لحربهم والمسير إليهم، واستعمل علىٰ المدينة ابن أمِّ مكتوم وذلك في شهر ربيع الأوَّل.!
✅ من خلال أحداث هـٰذه القصَّة نلاحظ عدة أمور:
•*إنَّ اليهود نقضوا العهد مرتين:
الأولىٰ: عندما قتلوا رجلين من بني عامر وبينهم وبين بني عامر حلف واتفاق. والثَّانية: عندما تآمروا لقتل الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- بأن يرتقي أحدهم جدارًا فوقه، ويرميه بحجر.
*
•*تدخُّل أهل النِّفاق وهم المسلمون الذين أظهروا الإسلام وبطنوا الكفر والتآمر ضد الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- وصحبه، فاستمع اليهود لهم، وحمي زعيمهم حييُّ بن أخطب، وقرروا مواجهة المسلمين وقتالهم.
وهـٰذا الخطأ الثَّاني، فقد كانت الفرصة معهم لتداوي المسألة، ولـٰكنَّهم -لخستهم ونذالتهم- ظلُّوا يتآمرون، ويريدون إيذاء المسلمين.
*
•*حاصرهم المسلمون، وأجلوهم، فخرجوا وهم يخربون بيوتهم، حاملين ما خفَّ حمله وغلا ثمنه.
*
•*لو شاء النَّبِيُّ -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- والمؤمنون، لانتقموا منهم، ولـٰكنَّهم سمحوا لهم بالخروج، بالرغم من أنَّ الخائن عقابه القتل والخزي.
🟧محاربة بني قريظة وخيبر وإجلاؤهم:
قَدَّم رسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- عليَّ بن أبي طالب برايته إلىٰ بني قريظة، وابتدرها النَّاس، فسار عليُّ بن أبي طالب، حتَّىٰ إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم-، فرجع حتَّىٰ لقي رسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- بالطريق، فقال: يا رسول اللَّه، لا عليك أن لا تدنو من هـٰؤلاء الأخابث؛
قال: لمَ؟ أظنُّك سمعت منهم لي أذى؟
قال: نعم يا رسول اللَّه؛
قال: لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئاً.!
فلمَّا دنا رسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- من حصونهم..
قال: يا إخوان القردة، هل أخزاكم اللَّه وأنزل بكم نقمته؟
قالوا: يا أبا القاسم، ما كنت جهولا..
وحاصرهم رسول اللَّه -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- خمساً وعشرين ليلة، حتَّىٰ جهدهم الحصار، وقذف اللَّه في قلوبهم الرُّعب.!
وقد كان حييُّ بن أخطب دخل مع بني قريظة في حصنهم، حين رجعت عنهم قريش وغطفان، وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه.
✅ والسَّبب في هـٰذه الغزوة:
*غدر يهود*بني قريظة بالمسلمين أثناء حصار الكفَّار للمدينة المنوَّرة، وقد سعوا إلىٰ التَّعاون مع الكفَّار من أجل الهجوم المزدوج علىٰ الرَّسول والمسلمين، بل السَّعي إلىٰ أخذ النِّساء والذَّراري من حصن حسَّان بن ثابت -رضي اللَّه عنه- رهينة لإذلال المسلمين بعد ذلك.
وقد كان عقاب هـٰؤلاء بعد حصارهم أن يحكم فيهم زعيم الخزرج سعد بن معاذ، وقد ظنُّوا أنَّه حليف سابق لهم، ولـٰكن سعد -رضي اللَّه عنه- حكم فيهم أن:
يُقتَّل الرِّجال، وتُسبَىٰ الذُّريَّة، وتُقَسَّم الأموال.!
فقال الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم-:
لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه من فوق سبع سمـٰوات.!
*
ونفس الأمر ينطبق علىٰ يهود خيبر، فقد كانت وكر الدَّس والتَّآمر، فأهلها حزَّبوا الأحزاب، وحرَّضوا -سابقًا- بني قريظة علىٰ الغدر والخيانة، واتَّصلوا بالمنافقين وبغطفان وأعراب البادية ضدَّ المسلمين، ووضعوا خطَّة لاغتيال الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- وإزاء ذلك حاصرهم الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم-، فسقطوا مهزومين، ما بين قتلىٰ وأسرىٰ..!
◾️وخلاصة القول في أمر علاقة الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- باليهود:
•*تعامل معهم الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- بكلِّ أمانة وعهد، وتشهد علىٰ ذلك وثيقته الموقَّعة معهم، والتي فيها من العهود والأمانات الكثير، ومن أهمِّ بنودها:
أنَّهم مع المؤمنين أمَّة واحدة، ولكلِّ فئة دينها، وحقَّها في إقامة شعائرها، وأنَّ علىٰ اليهود نفقتهم وعلىٰ المسلمين نفقتهم، وبينهم النُّصح والإرشاد، والنَّصر للمظلوم، واليهود متَّفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإنَّ يثرب حرام جوفها لأهل هـٰذه الصحيفة، وبينهم النَّصر علىٰ كلِّ من يداهم يثرب، وعدم حماية الظَّالم والآثم من الجانبين.!
•*مادامت الأمور بهـٰذه الوضوح، والبنود مدوَّنة، والصُّحف شاهدة، فلماذا غدر اليهود بالمسلمين؟
ولماذا يهاجم الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- الذي تصرَّف معهم بمنطق رئيس الدَّولة الذي يحمي دولته من تهديدات أقلِّيَّة وافدة عليها..
إنَّ سائر أحداث الغزوات يسبقها: تآمر من اليهود ضدَّ شَخصِ الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم-، أو ضدَّ أحد المسلمين أو المسلمات، أو تحالف مع الأعداء للهجوم على الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم-.!
*
•*لقد طبَّق عليهم الرَّسول -صلَّىٰ اللَّه عليه وسلَّم- حكم اللَّه تعالىٰ في القرآن الكريم، "جزاءًا نكالاً" علىٰ ما قدَّموا.!
ولا نذهب بعيدًا، ويهود دولة إسرائيل لا يحترمون*عهداً، ولا يقيمون للمسلمين والعرب وزنًا، ويتعاملون بروح الأنفة، وسبحان اللَّه، تتشابه أحداث التَّاريخ القديم مع أحداث التَّاريخ المعاصر، في سلوكيَّات اليهود: خسَّة وغدر ونذالة، وتآمر ضدَّ المسلمين..
لا نقول ذلك افتئاتًا، ولكن نقوله -وتذكره البشريَّة جمعاء- من خلال وثائق بروتوكلات حكماء صهيون التي عبَّرت عن مؤامرة كاملة للسَّيطرة علىٰ العالم وتدمير الدِّين وقيمه وعقائده، وهـٰذا أمر يطول المجال لشرحه، وفي الأبحاث والكتب المنشورة شرقًا وغربًا ما يغني..!
- المصدر: شبكة الألوكة 🌐
التوقيع
الرهيب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الرهيب
البحث عن كل مشاركات الرهيب