[الرهيب]

*وقفة*
يقول الكاتب :
حزنت وتألمت جداً عندما علمت أنهم لم يستطيعوا دفن بعض الشهداء من شدّة القذف ،فدخلت الكلاب الضالّة لتأكل جثث الشهداء ، ثم تذكرت الحديث في الترمذي واحمد وابو داود والحاكم الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلّم عن سيد الشهداء حمزة :"لَولا أن تجدَ صفيَّةُ (أخت حمزة وعمّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ) في نفسِها لترَكتُه حتَّى تأكلَه الطيور والسباع (يعني الغربان والكلاب الضالّة) حتَّى يحشرَ يومَ القيامةِ من بطونِها.
فسألت نفسي لماذا يتمنى سيدنا محمد ذلك لواحد من أحب الناس إلى قلبه ،عمّه،وأخوه في الرضاعة وصاحبة ، وحامي دعوته في مكّة؟وقد حزن عليه وبكى عليه كثيرا ،وقال لاهل اول مولود ولد بعد استشهاد حمزة :"سمّوه بأحب الأسماء إلى قلبي ، سمّوه حمزة "لماذا يتمنّى سيدنا محمّد أن تأكل الكلاب الضالّة جثّة سيد الشهداء ؟ فقلت لنفسي لا بد أن ذلك سيكون أعظم أجراً وثواباً وشرفاً من الدفن العادي ، ثم بحثت في شروح الحديث فوجدت هذا التفسير الذي أثلج صدري :"لِيَكونَ لِحَمزةَ رَضِي اللهُ عَنه الأجرُ كامِلًا، وتامًّا، ويكونَ جسَدُه كلُّه في سبيلِ اللهِ تعالَى."
لقد إختار الله لهؤلاء الشهداء ما تمنّاه رسول الله لسيد الشهداء ،إذاً لا بد أن يكون هؤلاء هم سادة الشهداء ، ثم تذكرت الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه سلّم : "سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله " ، وهؤلاء القوم لم يقوموا لسلطان جائر واحد ،بل قاموا إلى سلاطين جائرين كُثُر، بل قاموا إلى لنظام عالمي كامل بلغ منتهى الجور والفساد ، فاطمئن قلبي أن هؤلاء أحق الناس بوصف "سادة الشهداء" ،أرجو من الله أن يوصل هذه الرسالة لأهالي "سادة الشهداء" هؤلاء لِتُهَوّن عليهم وتخفف عنهم وتصبرهم على هذا البلاء العظيم