الموضوع
:
قصص جميلة ذات عبر
عرض مشاركة واحدة
04-25-2024, 09:20 PM
#
140
الرهيب
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 5
رد: قصص جميلة ذات عبر
تنبية معركة القادسية انتهت الإمبراطورية الفارسية.
ومعركة اليرموك أنهت الإمبراطورية الرومانية
هذه من أهم الفتوحات الإسلامية
#زمن_العزة
#أيام_عمر29 ........... #اليرموك1
✨ (( فسَيُنفِقونها ... )) 🌪️
بدأ هرقل يسحب قواته من كل المدن الشامية بعد أن تمكن المسلمون من فتح معظم بلاد الشام ، و بعد أن فرضوا سيطرتهم على مدنها الإستراتيجية الهامة مثل :
دمشق و حمص و بعلبك و بصرى .. و غيرها ..
، فقد كان هرقل يجهز لحشد جيش ضخم ليستأصل المسلمين من بلاد الشام .. !!
.. ، ولم يكتف هرقل بحشد جنود إمبراطوريته البيزنطية فحسب ، ولكنه أيضا استغاث بكنيسة روما التي لم تكن تحت سلطانه ، و لم تكن على نفس مذهبه الكنسي ، و كان بينهما صراع طويل .. ، فتناسى هرقل كل تلك الخلافات السياسية ، و العَقدِية بينهما من أجل أن يتحالفا و يتعاونا ضد الإسلام ..
.. ، فجاءته جيوش كثيرة من بلاد أوربا للمشاركة معه .. !!!!
.. ، كما قام هرقل بنشر القساوسة ، و الرهبان في كتائب الجيوش التي حشدها ليجعلها حربا دينية ، و ليرفعوا همة الجنود في القتال دفاعا عن الصليب ...!!!
.. ، كما فرض هرقل التجنيد الإجباري على الرومان في كل الإمبراطورية ...!!
.. ، فاجتمع له .. ولأول مرة .. 200 ألف مقاتل ..!!
.. ، فأمر بوضع ميزانية ضخمة جدا لتجهيز ذلك الجيش ..
.. ، كما وعد كل قائد من قاداته العسكريين بمكافأة قدرها مائة ألف درهم إذا انتصروا على المسلمين .. ، ووعد القائد العام للجيش ب 200 ألف درهم .. !!!
.. ، و للعلم فأرقام تلك المكافآت هي أرقام خيالية لم تكن تطرح من قبل في كل تاريخ الدولة الرومانية .. ، ولا حتى في الدولة الفارسية .... !!!
واختار هرقل أعظم و أقوى قائد عسكري في الإمبراطوية كلها ليكون قائدا عاما للجيش ، و كان اسمه (( باهان ))
......... ........... ............ ..............
و وصلت أخبار تلك الاستعدادات الرومانية إلى قائد جند الشام / أبي عبيدة بن الجراح .. وكان وقتها في حمص .. فأحس بالخطر الكبير على جيوش المسلمين ..
.. ، و على الفور عقد مجلسا استشاريا لبحث الأزمة .. !!
.. ، و عرض أبو عبيدة اقتراحا في هذا المجلس وهو أن تجتمع في حمص كل الجيوش الإسلامية استعدادا لملاقاة جيش هرقل .. ، ولكن ظهرت في المجلس أصوات تعارض هذا الرأي بشدة .. ، فقد كانوا يرون ضرورة الانسحاب إلى جنوب الشام ليقاتلوا على أرض قريبة من صحراء الجزيرة العربية فهي الأرض التي يفضلها العرب في معاركهم لأنها تناسب عمليات الكر و الفر و المناورة .. ، و حتى لا ينقطع تواصلهم مع المدينة إذا أراد أمير المؤمنين أن يرسل إليهم مددا ..
.. ، فأذعن القائد العام أبو عبيدة بن الجراح لرأي الأغلبية ..
، و تهيأ للانسحاب بجيشه من مدينة حمص إلى مدينة دمشق .. !!!
* وقبل أن يتحرك بالجيش من حمص فعل فعلا عجيبا جدا .. ، أعاد أموال الجزية التي كان قد جمعها من أهل حمص .. أعادها إليهم ... !!
.. لماذا .... ؟!!
لأن من شروط الجزية : أن يدافع المسلمون عن أهل البلد التي صالحت على دفع الجزية ، و المسلمون الآن سينسحبون من حمص تاركين أهلها يواجهون خطر عودة الاحتلال الروماني إليهم من جديد ...!!!
* و طبعا .. هذا العدل ، و الخلق الإسلامي الراقي لم يحدث في تاريخ البشرية كلها من قبل .. ، فتعجب أهل حمص
و أخذوا يقولون :
(( قاتل الله من كان يحكمنا من الرومان .. لو كانوا مكانكم ما ردوا إلينا شيئا مما أخذوه .. ، نسأل الله أن يعيدكم إلينا سالمين منتصرين .. ))
* و تم الانسحاب من حمص ..، و أرسل أبوعبيدة إلى أمير المؤمنين / عمر يخبره بذلك .. ، فاستنكر عمر هذا الانسحاب و كرهه .. ، فقد كان يرى أن ذلك سيجرئالرومان عليهم .. ،
فسأل عمر حامل الرسالة : (( و هل أجمع الناس على هذا الرأي ، أم هو رأي أبي عبيدة وحده .... ؟!!! ))
.. ، فقال له الرسول : (( بل أجمعوا على الانسحاب ))
.. فقال عمر بن الخطاب : (( إذن أرجو أن يكون الله قد جمعهم على الخير ))
لاحظ ...
لم يكن الانسحاب هو رأي أمير المؤمنين الفاروق / عمر بن الخطاب خليفة المسلمين .. ، ولم يكن كذلك رأي
أمين الأمة / أبي عبيدة بن الجراح القائد العام للجيوش ..
.. ، أيضا سيف الله المسلول / خالد بن الوليد لم يكن مقتنعا تماما بالانسحاب من حمص ، لأنها مدينة فتحها الله للإسلام ، فلا ينبغي التفريط فيها ، و تركها للعدو .. !!
.. ، ولكنهم التزموا جميعا بمبدأ الشورى الذي اوصى به رب العزة حين قال في كتابه : (( و أمرهم شورى بينهم ))
.. ، و كان المسلمون الأوائل على يقين دائم أن كل ما أمر به الله هو الخير .. ، حتى و إن خالف عقولهم و آراءهم ..
، و لذلك نصرهم الله تعالى ، و مكنهم ، و أعزهم في
(( زمن العزة )) .. !!
........... ........... .....................
** و في دمشق ..
جمع أبوعبيدة قادة جيوشه لعقد مجلس استشاري ثان من أجل مناقشة مسألة تجهيز الجيوش الإسلامية كلها على أرض دمشق .. ، و هل هذا هو الأفضل أم التمادي في الانسحاب نحو الجنوب ..؟!!
.. ، فاختلف المجلس الاستشاري مرة أخرى في قرار الانسحاب من دمشق .. ، وكان رأي الأغلبية هو ضرورة الانسحاب منها إلى(( الجابية )) القريبة من جنوب دمشق ..
، و بالفعل .. تم الانسحاب الثاني التزاما بمبدأ الشورى ..!!!
، و أعاد أمين الأمة أبوعبيدة أموال الجزية إلى أهل دمشق
كما فعل مع أهل حمص .. !!!
.. ، ثم أرسل إلى أمير المؤمنين / عمر رسالة من الجابية
يوضح له فيها خطورة الموقف .. فقال فيها :
(( .... إن لم ترسل مددا إلى الشام .. فاحتسب أنفسَ المسلمين إن ثبتوا ..، واحتسب دينهم إن فرّوا .. إلا أن يغيثهم الله بملائكته ))
تلك الرسالة أغضبت سيدنا عمر جدا.. ، فقد شعر بأن معنويات المسلمين بدأت تنخفض .. ، فلما قرأ تلك الرسالة على أهل المدينة لم يتمالكوا أنفسهم من شدة الخوف على إخوانهم ، و ذويهم في الشام .. ، فأجهشوا في البكاء ..
، وساد الحزن في أرجاء المدينة كلها ... !!
، وجاء سيدنا / عبد الرحمن بن عوف إلى عمر
يدعوه إلى الخروج لنجدة المسلمين في الشام قائلا له :
(( تحرك بنا يا أمير المؤمنين ))
.. ، ولكن عمر كان يعرف أن لقاء الروم مع المسلمين سيكون أسرع بكثير من محاولة الخروج بجيش مدد من المدينة .. ، كما أن سيدنا عمر في ذلك الوقت كان يوجه كل ما يستطيع من القوات و الدعم إلى العراق ، لأن اللقاء الحاسم بين المسلمين و الفرس في القادسية كان متوقعا أن يحدث في أية لحظة .. ..!!
لاحظ أن معركة اليرموك قد وقعت
قبل معركة القادسية بأيام ..
.. ، لذلك شعر أهل المدينة بالعجز التام .. كان بلاء صعبا
.. ، فلم يجدوا أمامهم إلا أن يرفعوا أكف الضراعة بالدعاء
لله سبحانه .. فهو وليهم .. وهو خير الناصرين ..
لا يرد السائلين .. ولا يخيب ظن المستغيثين ..
.. ، ثم رد عمر بن الخطاب على رسالة أبي عبيدة قائلا :
(( ... وبعد .. ،فلا تهولنكم كثرة عدوكم ، وما جاءوا به
فإن الله منهم بريئ ، ومن كان الله بريئ منه فلا تنفعه كثرة .. ، ولا توحشنكم قلة المسلمين ، فإن الله معكم
ومن كان الله معه فليس بقليل ..
.. ، و إنكم منصورون على كل حال ))
.. ، وأمر عمر حاملَ رسالته أن يطوف على كل كتائب المسلمين في الشام بنفسه ، و أن يقرأها أمام الجنود ، و يقول لهم : (( إن أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب أرسلني إليكم
ليبشركم أنكم منصورون على كل حال ))
.. ، فرفعت تلك الرسالة من معنويات المسلمين جميعا ، فقد استطاع سيدنا عمر بكلماته أن يعيد إلى قلوبهم ( اليقين ) في وعد الله لهم .. !!
........... ........... ............ .......... ......
.. ، ثم عقد أبوعبيدة بن الجراح مجلسا استشاريا ثالثا في الجابية لمناقشة أمر التمادي في الانسحاب .. !!
.. ، و كان خالد بن الوليد غاضبا جدا في هذا المجلس
لأنه وجد أن البعض لا يزالون يطالبون بمزيد من الانسحاب إلى الجنوب .. ، وكان خالد يرفض ذلك الرأي بشدة ..
.. ، فقام فيهم قائلا .. بلهجة حادة ؛
(( أيها الناس .. إن كنتم تقاتلون بالكثرة فهم أكثر منكم و أقوى ..، و إن كنتم تقاتلون بالله و لله ، فما اجتماعهم هذا ولا اجتماع أهل الأرض جميعا بشيئ أمام أولياء الله ))
.. ، ثم وجه سيدنا خالد كلامه إلى أبي عبيدة بن الجراح ،
وقال له :
(( يا أباعبيدة .. أتطيعني إذا أمرتك .. ؟! ))
.. ، فرد عليه أبوعبيدة بكل تواضع : (( نعم أطيعك ))
.. ، فقال له خالد : (( فَوَلّني بابك ، وخلني بين الناس ،
و إني لأرجو أن ينصرني الله عز و جل عليهم ))
، و معنى كلامه : (( تنازل لي يا أبا عبيدة عن القيادة العامة للجيوش في هذه المعركة الفاصلة فقط ، فإني لأرجو أن ينصرني الله عليهم ))
.. ، فرد عليه أبو عبيدة بلا تردد ، و حتى دون انتظار الإذن من أمير المؤمنين .. فالأمر جد خطير و الأحداث متسارعة ولا وقت للانتظار .. ، قال له أبو عبيدة : (( فقد وليتك ))
.. ، فأصدر سيدنا خالد أوامره قائلا :
(( إذَن سنقاتل من هنا ... من الجابية ))
ولكن .... !!!!!
دخل على المجلس في تلك اللحظة شيخ من شيوخ قريش له مكانة كبيرة بينهم .. شيخ أعور قد تجاوز السبعين من عمره لم يدعَ للمشاركة في المجلس الاستشاري بالجابية على الرغم من خبراته العسكرية الفائقة ، و على الرغم من أنه كان أكبر سنا من كل أعضاء المجلس ، و لكنه مجرد جندي من جند المسلمين ، و ليس قائدا من قادة الجيش ليدعى إلى مثل تلك المجالس الاستشارية ..
.. ، مر على هذا المجلس أثناء انعقاده فسمع تشاورهم ، و اختلافهم في الرأي .. ، فدخل عليهم ، و قال لهم ممازحا بلهجته الساخرة :
(( ما كنت أظن أن يجتمع غلمان قريش في أمر من أمور الحرب دون أن يُحضروني إليه ))
.. ، و كلامه صحيح .. فخالد بن الوليد نفسه كان في الخمسين من عمره وقتها ، يعني بالنسبة لهذا الشيخ الأعور هو من غلمان قريش ..، أما أبوعبيدة بن الجراح و عمرو بن العاص فكانا في الستينات .. ، بينما كان معاذ بن جبل ، و يزيد ، و معاوية شبابا في الثلاثينات ... !!!
.. كلهم غلمان صغار بالنسبة لهذا الشيخ الأعور الكبير .. !!
.. ، لقد فقد ذلك الشيخ إحدى عينيه في سبيل الله بعد غزوة حنين ، و ذلك أثناء حصار الطائف .. حيث كان جنديا من جنود النبي صلى الله عليه وسلم وقتها .. ، رغم أنه كان قبل إسلامه زعيم قريش ، و كان يبذل كل جهده في الصد عن سبيل الله لسنين طويلة .. ، فقد حارب الإسلام و المسلمين طيلة عشرين سنة .. ، ثم أسلم قبيل فتح مكة ... !!
.. ، إنه الصحابي الجليل .. سيدنا / أبو سفيان بن حرب ..!!
عرض أبو سفيان على قادة المسلمين المجتمعين في الجابية رأيا حكميا لاقى استحسان الجميع .. قال :
(( إن كنتم قد عزمتم على القتال من ها هنا ، فإنه ليس لكم بموضع ، وإني أرى أن تنزلوا إلى أذرعات، فإن وراء أذرعات طريقا مفتوحا ، وليس فيها قوات للرومان .. ، أما الجابية فخلفكم عدد من القوات الرومانية ..، وإن كان أهل الجابية صالحوكم على الجزية ، فما أدراكم ألا ينقضوا عهدهم معكم وقت الحرب .. ؟
.. ، لذلك فأنا أرى أن أذرعات أكثر أمانا من الجابية ))
و أذرعات كانت تقع في مكان مدينة درعا الحالية ،
و هي قريبة جدا من الجابية
.. ، فقال أعضاء المجلس جميعا : (( هذا والله رأي حسن ))
.. ، حتى خالد بن الوليد أعجب برأي أبي سفيان ولم يُصِر على رأيه .. وهو من هو .. ، ولكنه التجرد و الإخلاص لله ..
، و نزل الجميع على راي أبي سفيان لما أحسوا أنه الأصوب و الأنفع للمسلمين ..
.. ، فلما رأى أبو سفيان إعجاب المجلس برأيه قال لهم :
(( فإن كنتم قد قبلتم مني هذه ، فخذوا الأخرى :
ضعوا الرماة ، و حاملي الرماح في مؤخرة الجيش أثناء الانسحاب ، فإن حركة هذا الجيش الكبير من الجابية إلى أذرعات ستحدث جلبة وصوتا عاليا ، و سينتبه إليكم الرومان .. ، فيكون الرماة من خلفكم حماية لظهوركم ))
.. ، فوافق الجميع .. ، و بدأ التنفيذ مباشرة ، و تحركوا إلى أذرعات ..
.. ، و حدث ما كان يتوقعه أبوسفيان فقد انتبهت المعسكرات الرومانية القريبة من الجابية لتحركات المسلمين ، و توجهوا إليهم يريدون ضربهم من الخلف .. ، وكادت الكارثة أن تقع .. ، لولا وقوف الرماة ، وحملة الرماح لحماية ظهر المسلمين كما اقترح سيدنا أبو سفيان ..!!
.. ، و وصلت الجيوش الإسلامية إلى أذرعات بسلام ..
.............. ............. .............. .......
* وقتها كان باهان الخبيث يحشد جيوشه في منطقة تسمى ( دير أيوب ) في سوريا ، و كان يفصل بينه ، و بين معسكر المسلمين (( نهر اليرموك ))
أرسل باهان إلى أبي عبيدة بن الجراح رسالة يعرض عليه فيها الصلح و عدم القتال مقابل أن يعطي كل مسلم 10 دنانير ذهبية ، و أن يعطي أبا عبيدة 1000 دينار ، و يعطي الخليفة عمر بن الخطاب 10 آلاف دينار ذهبية .. ، هذا بالإضافة إلى راحلة محملة بالطعام لكل جندي مسلم .. ، و في العام القادم يعطى المسلمين مثل هذه الرواحل مرة أخرى ... !!
** فإذا بأبي عبيدة بن الجراح يرد عليه في كلمات معدودة :
(( ليس لك عندي إلا واحدة من ثلاث :
إما الإسلام .. ، أو الجزية .. ، أو القتال )) ..... !!!
فلما استيأس باهان من المحاولات السلمية لمنع القتال بدأ ينظم الجيوش الرومانية لخوض ترك المعركة التاريخية
.. ، و أرسل إليه قيصر الروم هرقل خطة القتال التي وضعها له بنفسه .. ولكن ... سبحان الله العظيم ..
كانت خطة هرقل خطة كارثية .. قمة في الغباء .... !!!!!
.... تابعونا ...
الرهيب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الرهيب
البحث عن كل مشاركات الرهيب