[الرهيب]

ركب الطائرة عائداً إلى بلده، وجلست بجانبه إمرأة كبيرة في السنّ، تبدو عليها هيئة الفلاحات البسيطات، قدّموا وجبات الطعام ومع كل وجبة قطعة حلوى بيضاء .. المرأة المسنة فتحت قطعة ( الحلوى ) وبدأت تأكلها بقطعة خبز ظناً منها أنها قطعة جبنة بسبب اللون الأبيض، وعندما اكتشفت أنها ( حلوى ) شعرت بإحراج شديد ونظرت للرجل الذي بجانبها ، فتظاهر بأنه لم يرَ ما حصل ! ثوانٍ قليلة ، قام بفتح قطعة ( الحلوى ) من صحنه وقام بما قامت به المرأة المسنة تماماً فضحكتْ المرأة.
👈 فقال لها : سيدتي لماذا لم تخبريني أنها حلوى وليست جبنة !
👈 فقالت المرأة : وأنا كذلك كنت أظنها جبنة مثلك !
*بالتأكيد كان يعرف أنها ليست جبنة .. ويعرف أنها رحلة وتنتهي .. ويعرف أنها مجرد امرأة بسيطة ... ولكنه رجل ذو مروءة .
*يقول سفيان الثوري رحمه الله: (ما رأيت عبادة أجلّ وأعظم من جبر الخواطر)
-إماطة الأذى عن مشاعر وقلوب الناس لا تَقِلّ درجة عن إماطة الأذى عن طريقهم ..
فاجبروا الخواطر .. وراعوا المشاعر .. وانتقوا كلماتكم .. وتَلطّفوا بأفعالكم .. ولا تؤلموا أحداً .. وقولوا للناس حسنا .. وعيشوا أنقياء أصفياء .. سنرحل يوما
ويبقى الأثر"