أُعيد افتتاح سوق الأربعاء الشعبي بـ(الفائجة) ببني بحير في مركز قَنَوْنَى (قَنَوْنا) بمحافظة العُرْضِيَّات (4 / 1 / 1446هـ) بعد انقطاع طويل، وهو السوق الذي يُعد من أقدم أسواق تهامة.. وكم كان لنا فيه من ذكريات.
*****
عادَ الرُّبُوعُ(1) فَفَاحَ البِرْكُ والحَبَقُ(2)
وانْدَاحَ نَهْرٌ مِنَ الأحْلامِ يَصْطَفِقُ
وعادَ شَدْوٌ وألْوَانٌ بِها نَعِمَتْ
يَوْمًا قَنَوْنا(3).. وَوَلَّى اليَأْسُ والقَلَقُ
وعادَ سُمَّارُهُ.. والشَّوْقُ يَدْفَعُهُمْ
صَوْبَ المَكانِ.. فَغَصَّتِ ثَمَّةَ الطُرُقُ
عادُوا فعَادَ الهَوَى.. والرُّوحُ تَحْفِزُها
فِيهِمْ "خَطَرْنا"(4) إذا ما شَعْشَعَ الفَلَقُ
عادَ الرُّبُوعُ فعادَ الأمسُ مُحْتشِدًا
بالذِّكْرياتِ.. فمِنْهَا الرُّوحُ تَغْتَبِقُ
والمُغْرَمُونَ على أوتارِهها عَزَفُوا
قَصَائدَ الوَجْدِ.. نَحْوَ السُّوقِ تَسْتَبِقُ
كانُوا مَتَى عَنَّ طَيْفٌ في النَّوَى زَفَرُوا
وَاهًا شِرِيْفَانُ(5).. عُدْ قَد هَدَّنَا الأَرَقُ
عادَ الرُّبُوعُ.. فَغَنَّى الشِّعْرُ وارْتَسَمَتْ
ثَمَّ المَعَانِي.. وعادَ البَوْحُ والنَّزَقُ
عادَ الرُّبُوعُ.. فَغَنَّى الطَّيرُ وانْتَظَمَتْ
سَحَائِبُ الوَصْلِ تَهْمِي.. وَبْلُها غَدَقُ
ذِكْرَى تَعُودُ.. وأَيَّامٌ لهُ سَلَفَتْ
عادَتْ فضَاقَتْ بِها الأرْجَاءُ والأُفُقُ
#محسن
….
1-الربوع: كلمة دارجة تطلق على سوق الأربعاء.
2- الحبق: نبات عطري يشتهر به (وادي حَضَرَة) المجاور للسوق.
3- قنونا: الوادي الخصيب الشهير وعلى ضفافه يقع سوق حباشة التاريخي.
4- خطرْنا: كلمة دارجة تعني ذَهَبْنا إلى السوق (تحديدًا).
5- شريفان: اسم يُطلقه بعض الناس على سوق الأربعاء.