أهلاً وسهلاً بك عزيزي أبا عماد على هذه الأطلالة وعلى هذا التعقيب الجميل الذي يشي بعقلية راجحة وتحليل عقلاني لما يتعرض له الأبن ما إذا كان بالديرة أو بمدينة. ولقد اعجبت في الحقيقة بهذة النظرة الثاقبة كيف لا والكل يدرك تمام الإدراك مدى تحرج الابن الريفي من مجالسة والده. وقد آن الوقت يا عزيزي أن نقوم بتجسير تلك الهوة حتى نصل إلى أسرة مترابطة ومتفاهمة تسهم في تربية الطفل على النحو الصحيح. وقبل أن نساعد على تقديم افضل انموذج للاسرة البحيرية، علينا أن نقوم بحملات توعوية لآبائنا حتى يقوموا بدورهم لتقبل افكار الطفل وحل مشكلاته، وذلك أن الابن لن يبادر ما لم يرى بصيص من الاقبال من جهة والده. فأرى وبصراحة أن نقوم بإعداد مطويات توعوية ومجلات علمية تساعد على توعية الاب البحيري بما يجب عمله تجاه ابنه.
نعم يا استاذي، آبائنا وأجدادنا - رحم الله متوفاهم وحفظ الباقي- كانوا منهمكين حتى النخاع في العمل لتوفير لقمة العيش ومتطلبات العائلة. وبهذا حال هذا الاهتمام الاسري بين الاب والابن وبدأت أواصر الاسرة بالتفكك والتهتّم. فلو نظرنا إلى الأسرة بالمدنية نجدها اكثر ترابطاً وتماسكاً ما إذا قيست بالاسرة الديرواية. أضف إلى ذلك قد يكون لحضور الاصدقاء - كما ذكرت - كبير الأثر في تجاهل الاب لابنه، وهذا التغافل هو أحد أعمدة التربية السيئة إذ أن الابن قد يعيش بين ذئاب بشرية تدمر حياته إما بتحرش أو ابتزاز. فيعيش الابن على اثر ذلك وجلاً ومنهزم الشخصية وهو في سن الخامسة عشر بل لا يقدر مع أسفي أن يفاتح والده بما يتعرض له بالشارع.
أما الحسنة الوحيدة لهذا التصرف: فقد يكون هذا التعامل ذا مردود حسن على حياة الطفل كونه يعيش في حياة تشكل جلده وصبره على نائبات الدهر، مقارنة مع ابن المدينة الذي يعيش في كنف والده دون التعاطي مع امور الحياة المعقدة. وإذا سلطنا الضوء على هذا الجانب نجد أن ابن المدينة يعجز عن الترحيب بالضيوف والتعامل مع كبار السن بما تقتضيه العادة بينما ابن الريف نجده عايش هذه التجارب عن قرب. قس على ذلك البنية الجسدية وصلابة العظام لكلا الطرفين هههه
لكن المهم الأهم، علينا كقبيلة تتطلع لمستقبل باهر أن نهمل جانب العادات ونغلّب جانب التربية فالابن في المدينة وإن بدا عاجزاً في تطبيق عادات وطباع أسلافه إلا أن فرصته في بلوغ النجاح قائمة ذلك أنه متقبل لأية فكرة يغرسها فيه والده.
عموماً، أضحكتني هذة المقارنة لا سيما حين تساءلت: هل اب الديرة يمازح ابنه ويأخذه لرحلات ترفيهية؟
بالله شوف الفرق بين مكان اطفال الديرة وأطفال المدينة
أطفال المدينة جالسين على كراسيهم ويقرأون في غرفة مرتبة:

بينما أولاد الديرة طالعين بالحوش وعند الكراتين والاسطوانات

شكراً لك عزيزي ابا عماد ولقد تجلت لي بعض الامور بعد قراءة تعقيبك.
تحياتي