[الرهيب]

أَعلَم جيدا أنَّك حين تَمُرِّين أمام ذلك الشاب الذي يعجبك، تقومين بتصرفات لم تكوني بحاجة للقيام بها.
لكنَّك فعلتِ لتُثيري انتباهَه، ولا داعي لِأن تنكري، فأنا فتاة مثلك، وأفهم ما ترمي إليه تصرُّفاتك.
فلنَكُن صريحات مع أنفسنا، ضعي الكرامة جانِباً الآن، واعترفي بذنبك لتَتوبي منه، لأننا أحيانا مهما بلغنا من الإيمان شطرا عظيماً إلى أننا نقوم بتصرفات لا نفهم ما الذي دفعنا إليها وما حاجتنا إليها.

عندما تجلسين في الصف، ويجلس شاب في المقعد خلفك، حتى وإن كنت لا تهتمين لأمره، إلى أنك تتصرفين بغرابة. تُرَقِّقين صوتك، وترفعين قهقهاتك لكن بشكل أنثوي جذاب، تديرين وجهك كثيرا نحو الخلف، تجلسين جلسة نخوة، تتعمدين مناقشة مواضيع الحب والغرام مع صديقتك كي يسمَع هو حديثكما، وما إلى ذلك من التصرفات.
دعيني أخبرك بأنك قد خضعتي له، لا بالقول وإنما بالفعل.
ودعيني أخبرك أنك هنا على الفيسبوك حين تنشرين منشورات أنثوية ومنشورات الحب والهيام على العام فإنك ربما ما رَقَّقتِ صوتك ولكنك رققتِ حرفَك وأَمَلتيه، وجعلتيه شاهِداً على خضوعِك.
الخضوع يا جميلة، لا تسلمين منه بمجرد قطع علاقاتك مع الشباب أو عدم الحديث معهم، الخضوع يشمل الابتسامة التي قدمتيها لطالب معك في الصف حين ألقى عليك السلام، والضحكة الرقيقة على نكتة أستاذك، ونظرتك المتفحصة في وجوه الشباب، ولباسك الذي يُبدي أكثر مما يستر، وكل تصرفاتك التي تشعُرين إثرَ قيامك بها بأنك تقومين بشيء خاطئ مُحاوَلَة جاهَدَةً إسكات ضميرك. أعلم جيدا قَدرَ علمك بخطأ ما تفعلين، فلا تتصرفي وكأنك لا تعلمين شيئا أو كأني بحديثي هذا أتَيتُك بشيء جديد لم تسمعي عنه يوما.
فوالله إن كيدنا لعظيم، وإن المرأة لتستطيع أن تجذب إليها الذكور دون كلام ودون أن تكشف من زينتها شيء؛ فقط بتصرفات منحرفة يفهمها الرجل جيدا، ويفهم ما ترمي إليه بفعلها ذاك.

فدعونا نتوقف عن تمثيل دور البراءَة لا من طرف النساء، ولا من طرف الرجال الذين يقابلون هذه التصرفات بكل ما أوتوا من رجولة.
كرد على النساء بشكل غير مباشر. فتزداد النار اشتعالا شيئا فشيئا، والاثنين يتصرفان وكأنهما على غير دراية بما يحصل، طبعا فهُما لم يتكلما أبدا.

هما فقط، تخاطَبا بنَظرة عين، وبتَصَرُّف راقٍ، وباحترام متبادل.

ما عَلِموا أن خطاباً كهذا أخطَر بكثير من خطاب على ظهر الكلمات.

#ربات_الخدور