عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2024, 06:17 AM   #236
الرهيب
افتراضي رد: قصص جميلة ذات عبر

👈*موعظة القلوب الغافلة*
يُحكَى أنَّ مَيمونَ بنَ مِهرَانَ لقِيَ الحسنَ البصريَّ، المعروفُ بزهدِهِ وورَعِهِ، فقال له مَيمونُ: "قَد كُنتُ أُحِبُّ لِقاءَكَ فعِظْنِي؟ فقرأَ عَليهِ الحسنُ البصريُّ -رحمهُ اللهُ- قولَ اللهِ سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ [الشعراء: 205، 207] فقالَ: عليكَ السلامُ أبَا سَعيدٍ، لقد وَعظْتَ فأَحسنْتَ الموعظةَ".
مِن كَثرةِ انهماكِ كثيرٍ مِنَ الناسِ في الدنيا وانغمَاسِهِمْ بها صارَ حَالُ بَعضِ الناسِ أنه يَعيشُ وكأنَّه لا يُصدِّقُ أنَّ في الدنيا موتاً؟ فهم يَقرؤونَ المَواعظَ، ويسمعونَ النُّذُرَ فيظنُّونَ أنها لغيرِهِم؟ ويرونَ الجَنائزَ ويمشونَ فيها ويتحدثونَ حَديثَ الدنيا والآمالِ والأمانِي .. وكأنَّهم لن يَموتُوا كما مَاتَ هَؤلاءِ الذين يمشونَ في جَنائزِهِم، وكأنَّ هؤلاءِ الأمواتَ مَا كانوا يوماً أحياءً مثلَهُم، في قلوبِهِم آمالٌ أكبرُ مِن آمالِهِم، ومَطامعُ أَبعدُ من مطامِعِهِم؟
تَمرُّ علينا الأيامُ سِراعاً، وتُطوَى الليالي كالبَرقِ، انقضاءُ يَومٍ يَتلوهُ يَومٌ، وشَهرٌ يَتبعُهُ شَهرٌ، وعامٌ يَليهِ عَامٌ، ونَحنُ لا نَزالُ كمَا كنَّا لم نَتقدَّمْ وحَالُنا كما هو حَالُنا لَم يَتغيَّر، أَلهتْنا الدنيا عن أداءِ صَلواتِنَا، وحالتْ بَيننَا وبينَ القِيامِ بعبادَاتِنَا، وأَوقعتْنَا في ارتكابِ ما يُغضِبُ اللهَ، طَمعاً في مَتاعِهَا الزَّائلِ، وغُرورِهَا الذَّاهبِ، يقولُ اللهُ تبارك وتعالى محذِّراً لنا مِن غُرورِهَا، وداعياً إيَّانا إلى الانتباهِ مِنَ الوقوعِ في مَفاتِنِهَا وشِباكِهَا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [فاطر: 5].
رُبَّ إنسانٍ مِنَّا أشرفَ -يوماً من الأيامِ- أو كادَ أن يَقعَ في حادثٍ، وربما أصابه مَرضٌ شَديدٌ ظنَّ أنَّ فيه حَتفَهَ وهَلاكَهُ، وربما شاهدَ أباهُ أو أخاهُ أو قَريبَه وهو يَلفِظُ أنفاسَهُ، وربما وَضعَ الإنسانُ يَديْهِ على رَأسِهِ -يوماً مِن الأيامِ- وهو يَظنُّ أنه في آخرِ أيامِهِ ولياليِهِ، أو آخرِ سَاعاتِهِ ودَقائِقِ عُمُرِهِ، ثُم أنجاهُ اللهُ مِن ذلك، لكنَّ القلبَ بعدهَا مَا ازدادَ إلا قسوةً، والنفسُ ما ازدادتْ إلا إِعرَاضاً، ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة: 74] هذه المواعظُ التي سِمعتُ وأَعظمُهَا مَواعظُ رَبِّنَا عزَّ وجلَّ، هذه المواعظُ التي سَمعتُ، بل هذه المواعظُ التي رأيتُ أين كانَ مَصيرُها؟ هَل زادتِ العبدَ قُرباً منَ اللهِ عزَّ وجلَّ؟ هل زَادَتْهُ بصيرةً في نفسِهِ؟ هل زادتْهُ خَوفاً مِنَ اللهِ؟ هَل زادتْهُ رغبةً في الجنةِ؟ هل زادتْهُ خوفاً مِنَ النارِ؟ هل زادته إقبالاً على الطاعةِ؟ هل زادته إعراضاً عنِ المعصيةِ؟
الإنابة الإنابةَ، قبل غَلقِ باب الإجابةِ، والغنيمةَ الغنيمةَ، بانتهازِ الفُرصةِ، فما منها عِوضٌ، ولا يعادلها قيمةٌ، فمَن أَصبحَ أو أَمسَى وهو على غَيرِتوبةٍ، فهو على خَطرٍ؛ قال سبحانَه وتعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.
إنَّ مِن نِعَمِ اللهِ تعالى أن يَسَّر للمذنبينَ طَريقَ التوبة والهدايةِ والرجوعِ إلى الصراطِ المستقيمِ، بلْ مِن نِعَمِ اللهِ أن جعلَ لهُم بابَ التوبةِ مَفتوحاً على مِصرَاعيْهِ لمن أرادَ أن يتوبَ توبةً نصوحاً لا يُصَدُّ عنه قَاصدٌ، ولا يُغلَقُ في وجهِ لاجئٍ أياً كانَ وأياً ما ارتكبَ مِنَ الذنوبِ والآثامِ.
👈*تذكير الأحبة*
*بالباقيات الصالحات*👇👇
سبحان الله 🌾الحمدلله 🌾
لا إله إلا الله 🌾 الله أكبر
صلوا وسلموا على من أمركم
الله بالصلاة والسلام عليه



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس