✿.¸🏵️¸.•°˚˚°✿
*
أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري ، ولد بالمدينة ، وأسلم صغيراً وهو أبو ثُمامة الأنصاري النّجاري ، وأبو حمزة كنّاه بهذا الرسـول الكريم وخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد أخذته أمه( أم سليم )الى رسـول الله وعمره يوم ذاك عشر سنين ، وقالت

يا رسـول الله ، هذا أنس غلامك يخدمك فادع الله له )فقبله الرسـول بين عينيه ودعا له

اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة )فعاش تسعا وتسعيـن سنة ، ورزق من البنين والحفـدة الكثيريـن كما أعطاه الله فيما أعطاه من الرزق بستانا رحبا ممرعا كان يحمل الفاكهة في العام مرتين ، ومات وهو ينتظر الجنة
.
خدمة الرسول
يقول أنس -رضي الله عنه- : أخذت أمّي بيدي وانطلقت بي الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت

يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتْك بتحفة ، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك )فخدمتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين ، فما ضربني ضربةً ، ولا سبّني سبَّة ، ولا انتهرني ، ولا عبسَ في وجهي ، فكان أول ما أوصاني به أن قال

يا بُنيّ أكتمْ سرّي تك مؤمناً )فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سِرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به ، وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبداً
.
الطيب
دخل الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- على أنس بن مالك فقال عنده ( من القيلولة ) فعرق ، فجاءت أمه بقارورة فجعلت تُسْلِتُ العرقَ فيها ، فاستيقظ النبـي -صلى الله عليه وسلم- بها ، فقال

يا أم سُلَيْم ، ما هذا الذي تصنعين ؟)قالت

هذا عَرَقُك نجعله في طيبنا ، وهو من أطيب الطيب من ريح رسول الله -صلى الله عليه وسلم -)وقد قال أنس

ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيبَ ولا مسسْتُ شيئاً قط ديباجاً ولا خزّاً ولا حريراً ألين مسّاً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم
.
الغزو
خرج أنس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الى بدر وهو غلام يخدمه ، وقد سأل اسحاق بن عثمان موسى بن أنس

كم غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)قال

سبع وعشرون غزوة ، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر ، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام
(فقال

كم غزا أنس بن مالك ؟)قال

ثمان غزوات
.
الحديث عن الرسول
كان أنس -رضي الله عنه- قليل الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ : أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وقد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجلٍ

أنت سمعته من رسول الله ؟)فغضب غضباً شديداً وقال

والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله
(صلى الله عليه وسلم-، ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً ، ولا نتّهِمُ بعضنا
قال أبو غالب

لم أرَ أحداً كان أضنَّ بكلامه من أنس بن مالك
.
الوَضَح
وكان أنس -رضي اللـه عنه- ابتلي بالوَضَح ، قال أحمد بن صالح العِجْلي

لم يُبْتَلَ أحد من أصحاب رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا رجلين : مُعَيْقيب كان به هذا
( الداء الجُذام ، وأنس بن مالك كان به وَضَحٌ
.
الرمي
كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين ، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه ، وربّما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته
.
البحرين
لمّا استخلف أبو بكر الصديق بعث الى أنس بن مالك ليوجهه الى البحرين على السعاية ، فدخل عليه عمر فقال له أبو بكر

إني أردت أن أبعث هذا الى البحرين وهو فتى
( شاب )فقال له عمر

ابعثه فإنه لبيبٌ كاتبٌ
.
عِلْمه
لمّا مات أنس -رضي الله عنه- قال مؤرق العجلي

ذهب اليوم نصف العِلْم )فقيل له

وكيف ذاك يا أبا المُغيرة ؟)قال

كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا له : تعالَ الى مَنْ سمعَهُ منه )يعني أنس بن مالك
قال أنس بن مالك لبنيه

يا بنيَّ قَيّدوا العلمَ بالكتاب )
.
فضله
دخل ثابـت البُنَاني على أنس بن مالك -رضي اللـه عنه- فقال

رأتْ عيْناك رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ؟!)فقال

نعم )فقبّلهما ثم قال

فمشت رجلاك في حوائج رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ؟!)فقال

نعم )فقبّلهما ثم قال

فصببتَ الماء بيديك ؟!)قال

نعم )فقبّلهما ثم قال له أنس

يا ثابت ، صببتُ الماءَ بيدي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوضوئه فقال لي

يا غلام أسْبِغِ الوضوءَ يزدْ في عمرك ، وأفشِ السلام تكثر حسناتك ، وأكثر من قراءة القرآن تجيءْ يوم القيامة معي كهاتين )وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى )
.
الصلاة
لقد قدم أنس بن مالك دمشق في عهد معاوية ، والوليد بن عبد الملك حين استخلف سنة ست وثمانين ، وفي أحد الأيام دخل الزهري عليه في دمشق وهو وحده ، فوجده يبكي فقال له

ما يبكيك ؟)فقال

ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة ، وهذه الصلاة قد ضُيّعت )بسبب تأخيرها من الولاة عن أول وقتها
.
الأرض
قال ثابت

كنت مع أنس فجاءه قَهْرمانُهُ -القائم بأموره- فقال

يا أبا حمزة عطشت أرضنا )فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية ، فصلى ركعتين ثم دَعا ، فرأيت السحاب يلتئم ، ثم أمطرت حتى ملأت كلّ شيءٍ ، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله
( فقال

انظر أين بلغت السماء )فنظر فلم تَعْدُ أرضه إلا يسيرا
.
وفاته
توفي -رضي الله عنه- في البصرة ، فكان آخر من مات في البصرة من الصحابة ، وكان ذلك على الأرجح سنة ( 93 هـ ) وقد تجاوز المئةودُفِنَ على فرسخين من البصرة ، قال ثابـت البُنانـي

قال لي أنس بن مالك : هذه شعرةٌ من شعر رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فضعها تحت لساني )قال

فوضعتها تحت لسانه ، فدُفن وهي تحت
( لسانه
.
كما أنه كان عنده عُصَيَّة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمات فدُفنت معه بين جيبه وبين قميصه ، وقال أنس بن سيرين

شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل
( يقول : لقِّنُوني لا إله إلا الله ، فلم يزل يقولوها حتى قُبِضَ
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•