أتى رمضان ليؤكد حب الله لعباده وبره بهم, ورغم إعراضهم فإنه يعطيهم الفرصة تلو الفرصة ولا يقطعها عنهم, فرمضان باق ما بقيت هذه الدنيا, علهم يعودون.. ويتوبون.. ويحسنون فيما بقي.
حدد هدفك في رمضان
وقبل تحديد الهدف يجب أن نتذكر أمورا:
أولا:
أننا نريد أن نستمر على الهمة العالية لما بعد رمضان إن شاء الله, هكذا يجب أن يكون السائر إلى الله طموحا, لا يقنع بموسم واحد, بل يكون مع الله في جميع سيره حتى الممات, (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
ثانيا:
لابد أن نعرف أن الاستمرار على الطاعة بعد رمضان يستلزم إيمانا حقيقيا قويا, وكلما زاد الإيمان في القلب استمر زاد المسافر فترة طويلة بعد رمضان.
ثالثا:
لابد أن نستحضر أننا نسير إلى الله تعالى بالقلوب لا بالأبدان, قال تعالى: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم), وأن الرجلين يكونان في الصلاة مقامها واحد وبين صلاتيهما ما بين السماء والأرض, وما ذلك إلا لاختلاف ما في قلبيهما من خشوع وإيمان.
إذن ..
وضح الهدف وبان ..
فالهدف الأسمى في رمضان هو إحياء القلب وملؤه بالإيمان, لتدب الروح في الأعمال وتستمر بعد ذهاب رمضان بإذن الله.
وقد حدد لنا القرآن هذا الهدف من قبل, فقال تعالى

يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
فالتقوى هي المقصد من فرض الصيام, فكيف نحقق التقوى??
ما زلنا قبل الشروع في تحقيق ذلك الهدف نحتاج للمرور بمحطتين
أولهما:
وقفة قصيرة مع قاعدة جليلة تقول تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.