عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2025, 01:43 PM   #2295
الرهيب
افتراضي رد: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️

*الذي يسير في طريق حفظ القرآن الكريم،*
قد اختار طريقًا طويلًا…
طريقًا مليئًا بالتعب، والنسيان، والخوف، والمراجعة المستمرة.

*ومن أصعب اللحظات في هذه الرحلة:*
أن تراجع وجهًا كنت تحفظه بإتقان، ثم تفاجأ بأنك قد نسيته!

لكن لا تدع الهمّ يثقل قلبك؛
فالنسيان جزء من قدر الله في طريق الحفظ،
*قال تعالى:*
*{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}[الأعلى: 6–7]*

ليس النسيان دليلاً على ضعفك،
بل هو دليل على حاجتك الدائمة إلى ربك.
*فالله يحب القلب الذي يعود إليه دومًا،*
لا الذاكرة التي لا تنسى.

*ولست وحدك* في هذا الطريق يا صاحبي!

النسيان لا يُهزم إلا بالمراجعة المنتظمة،
*وقد قال النبي ﷺ:*
*"تَعَاهَدُوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا"*

فلا تقل: "أنسى كثيرًا"، بل قل: "لا أتعاهد بما فيه الكفاية".

ركّز على مراجعتك أنت،
قد تكون أبطأ من غيرك،
لكن الطريق إلى الله لا يُقاس *بسرعة السير،*
بل يُقاس *بصدق النية* وثبات القلب.

فليكن حفظك لله، لا من أجل الشيخ،
ولا من أجل المسابقة،
ولا لأجل المديح.
*"إنما الأعمال بالنيّات"*
والنيّة الصادقة تُثبّت القلب، وتشرح الصدر،
وتزيد البركة في الوقت والعقل.

*طهّر قلبك… يثبت فيك القرآن.*

وإذا نسيت، فقل:
*"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً"*

أهم ما في الحفظ هو المراجعة.
تقول: "ليس لدي وقت"؟
اقرأ في المواصلات، قبل النوم، بعد الصلاة…
فالقرآن لا يُحفظ بوجود الفراغ، بل بقوة الإرادة.

أعلم أن حافظ القرآن يحمل همًا كبيرًا:
همّ أنه لا يستطيع المراجعة كما يجب،
وهمّ أن رفاقه يحفظون أكثر منه،
وهمّ الخوف من النسيان عند التسميع والإحراج.

لقد رأيت حفّاظًا كُثرًا،
وأقول لك: الذين ثبتوا،
لم يكونوا أقوى الناس ذاكرة،
ولا أسرعهم حفظًا.
الذين ثبتوا، هم الذين بكوا إذا نسوا،
ودعوا، ورجعوا، ثم أكملوا الطريق.

وفي وسط هذا الطريق،
هناك من حولنا لا يحتاج إلى *النصيحة فقط،*
بل يحتاج إلى السند.

*أقول لكل شيخ ومعلمة،*
حين يأتيك من يقول: "أشعر أنني لا أفلح"،
فهو لا يحتاج *درسًا* في فضل الحفظ،
بل يحتاج *حضن صبر* وكلمة تقول له:
*"أنا أصدق أنك ستثبت… ولن أتركك وحدك".*
ليس المهم كم تحفظ،
المهم أن تستمر في الحفظ،
وتثبت على الطريق،
*فالثبات هدية من الله، يُعطيها لمن صدق*



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس