[الرهيب]

تقول إحدى الأخوات :

أنا هكتب قصتي للبنات أخواتي لعلها تكون سبباً وبشرى لهن

سبحان اللّٰه كان كل الأسباب حولي تجعل فكرة الزواج من شاب ملتزم أو متدين كما أرغب أشبه بالمستحيلة
خصوصاً إني حديثة عهد في مدينة ولا أحد يعرفني ولا يعرف أهلي وكل واحد في حاله

ولكن الإنسان كان بيحسن الظن بالله عز وجل ويبتعد عن الشبهات
وأحسب أن من أرجى الأعمال عندي إني كنت مشتركة في عمل تبع الجامعة والحمد لله كان المشاركين كلهم ملتزمين وملتزمات ومفيش تواصل تقريباً
لكن أحسست بريبة شديدة وخفت على قلبي وخفت من غضب الله عز وجل وأكتر شيء كنت أخاف منه أن أَفتِن أو أُفتن فتركت العمل خالصاً لوجه الله عز وجل بعد صراع طويل جدا مع نفسي ومع زميلاتي في هذا العمل وبعد بكاء كثير
خصوصاً أني كنت أخدم الناس بهذا العمل

وكما توقعت أعجب عدد من الشباب في العمل بعدد من البنات وتمت خطوبتهم بعد فترة من خروجي من هذا العمل

سبحان اللّٰه كان أشبه بالابتلاء وكان له وقع شديد على قلبي أحسست أني أضعت الفرصة على نفسي ولو كنت معهم كنت حصلت على زوج كما فعلوا ( مع ذلك أنا لا أطعن في أحد منهم وأحسبهم على خير ) لكن الوضع لم يكن مريحاً بالنسبة لي
ولكن وساوس الشيطان لم تتركني

وقتها دعوت كثيراً واحتسبت عند الله وقلت يا رب إن كنت فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك فارزقني الزوج الصالح عاجلا غير آجل

وكنت اقرأ وردي يومها وسبحان الله كنت في نهاية سورة القصص في قصة قارون لما قال الناس: ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم
وبعدها كان الرد: ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون
وفضلت أردد ثواب الله خير ثواب الله خير وأحسنت الظن بالله أنه سيعوضي خيراً

والحمد لله بعد مرور أعوام كنت قد عزمت على ارتداء النقاب
ودعوت الله كثيراً يارب أعلم أن الزواج رزق من عندك وكما قال ﷺ: فلا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فما عند الله لا يُنال إلا بطاعته

وأنا يارب تركت الاختلاط وإن كان ظاهره حلال وإن كان ظاهرهم الالتزام
تركته لأجلك
وعزمت على ارتداء النقاب يارب خالصاً لوجهك
وأعلم يقيناً أن الله لن يحرمني الرزق بسبب طاعة فالزواج رزق والنقاب طاعة

قلت بكل براءة يارب أنا مش عارفة حد هيشوفني ازاي بعد ما البس النقاب أو حد هيعرفني ازاي وأنا ببتعد عن الشباب وببتعد عن الاختلاط لكن أنت رب الأسباب وسواء ارتديت النقاب أم لا أنت القادر وأنت مسبب الأسباب

ولم أدعو كثيراً ولكن بكيت واكتفيت بالصلاة على الرسول ﷺ بنية التيسير ولبست المسبحة ولم أنزعها من يدي إلا قليلاً ومر ٣ أيام فقط على هذا الحال من الافتقار والدعاء والصلاة على النبي ﷺ

وسبحان ربي العظيم جاءت البشرى وتقدم لي شاب متدين كنت أعرفه كان معروفاً في الدعوة وكنت أحسبه على خير ولكنه لم يكن يعرفني ولم تجمعني به أي رابطة أو أي لقاءات أو أي شيء أبداً

ولكن سبحان من دلّه عليّ
وسبحان الله الناس كلها كانت مستغربة ازاي هو عرفني أو ازاي وصل لي!

هنا تستشعر اسم الله اللطيف ييسر لك النتيجة بأيسر الأسباب يعني بأسباب خفية لا تتوقعها المهم أحسن الظن بالله
والحمد لله يسر الله لنا الخطبة والعقد ثم الزواج

الخلاصة: أحسنوا الظن بالله وتوكلوا عليه واعلموا أن رزق الله لكم لن ينقص من ملكه شيئاً سبحانه وهو أرحم بكم من والدتكم مهما انعدمت الأسباب
وكما ظننت بالله ستجد فهو الكريم
وصدق الله عز وجل حين قال في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي
الحمد لله يارب ما ظننا بك إلا خيراً وما وجدنا منك إلا خيراً .