[الرهيب]

بسم الله والحمد لله؛
واعلمي أنه من حُسنِ أدبِك عند زيارة أختك المُسلمة أن تغضي بصرك عن عورة بيتها وأن البيوت عورة
فإذا رأيتِ أن البيت غير نظيف فلعلها شُغلت بشيء أو كان عندها عُذر عجزت بسببه أن تقوم بعملِ البيت، فإن لم تكوني لها أختًا وتُعينيها على الأمر وتنظفي لها بيت بفم مغلق، ولا تتوقفي عن قول: الدنيا متلخبطة أوي هنا، دا أنت عاكة أوي هنا، إيه الكراكيب دي، وتنظفي ولسانك يفسد ما فعلتيه، وإلا فاصمتي وخذي واجب زيارتك وانصرفي بهدوء ولا تقولي لها: بيتك مش نضيف كدا ليه؟
فهذا من نُقصانِ الأدب
ومن تقول: إذا أردت أن تعرفي فُلانة نظيفة أم لا فاذهبي لها فجأة، وانظري لبيتها، وهذا منهيٌ عنه شرعًا "وإن قيل لكم ارجِعوا فارجِعوا" وحينها يحق لها أن لا تفتح لك الباب أو تفتحه وتقرأ عليكِ الآية، وحينها ستقولين عليها: قليلة الذوق والأدب، وفي الحقيقة أنتِ من جعلتِها تلجأ لهذا الفعل الإضطراري.

ومن نُقصان الأدب أيضًا أن تتعمدي النظر لأشياء مُعينة لتُحققي مُرادك الخبيث، فإن الله كره كل ما هو خبيث سواء كان في الفعل أو القول أو في الأكلِ

كما أنه يجب أن تقفي بجانب الباب عن اليسار أو اليمين عند طرق الباب، لكيلا تقع عينك على شيء عند فتح الباب

واجلسي في المكان الذي يُشار لك بالجلوس فيه حتى لا تكشفي عورة البيت، وإن لم يُشار لك فاختاري المكان الذي لا تكشفين فيه البيت إذا نظرتِ.

لا تنهضي من مكانك لتذهبي خلف صاحبة البيت إلى مطبخها، فقد لا يكون نظيفًا وهي لا تريد أن ترينه في هذه الحال، ولا تذهبي إلى غرفة نومها هي وزوجها فإن هذا من العيب والتدخل فيما لا يعني، حتى وإن طلبت منك ذلك اعتذري منها وقولي سأدخل أصلي في هذه الغرفة سأكون مرتاحة أكثر.

كذلك يجب أن لا تعترضي على أثاث البيت وأنه ليس جميل فهي لم تطلب رأيك وإن طلبته فلعلها تُريد أن تهوني عليها وأن تكوني عون لها على الشيطان الذي يخبرها أن فقر زوجها عيب وأن فلانة أفضل منها لأنها غنية، فلا تفسدي بلسانك هذا ما بينها وبين زوجها!

حكت امرأة عن زيارة أخت لها في الله وقالت عجبت لها لما اتصلت بي تخبرني أنها قادمة بعد نصف ساعة وأنها تستأذنها في استخدام المرحاض للوضوء لأن وقت الصلاة سيدخل عليها عندها
فهذه الأخت علمت أن هذا المكان قد لا يكون نظيفًا بسبب الأطفال، أو أي سبب آخر، فأخبرتها أنها ستستخدمه عند زيارتها، فتُنظفه وتُعده كما تحب أن يراه من يزورها.

وكوني حريصة أن تخرجي من البيت كما دخلتيه ولا تفضحي سره ولا تمدي عينيكِ إلى ما متع الله به أُناس غيرك.
كوني خفيفة لطيفة ولا تتركي خلفك إلا طيب الأثر.

أم تيمية الحنبلية.