[الرهيب]

ذنوب الخلوات تفضح حقيقة الإيمان ، وتكشف مستوى الصدق مع الله ، فهي الإمتحان الذي لا يراك فيه أحد من البشر ، ولا يطلع عليك إلا علام الغيوب ..
قد يحسن العبد صورته أمام الناس ، ويتحرى ترك المعصية في العلن ، لكنه في الخلوة يتساهل ويستبيح ، فيكون ممن قال الله فيهم : يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم ..
تلك المعاصي التي تُرتكب في الظلام لا تنتهي بانقضاء اللحظة ، بل تترك في القلب ندوبًا سوداء ، حتى يصير القلب قاسيًا لا يتأثر بذكر ولا موعظة ، ويصير الصدر ضيقًا حرجًا كأنما يصعّد في السماء ..

إن القلب إذا أُظلم بمعصية الخلوة ابتعد عن النور ، وصار بعيدًا عن لذة الطاعة وحلاوة المناجاة ..
وكلما تراكمت تلك الذنوب ، سُلب العبد التوفيق ، وضعفت عزيمته على الخير ، وصار يجد ثقلاً في العبادة ، ونفورًا من القرآن ، وفتورًا في الدعاء ..
وما ذاك إلا عقوبة عاجلة قبل العقوبة الآجلة ، إذ يحرم الله العبد من القرب منه ، ويتركه يتقلب في وحشة الغفلة ..

والمؤمن الصادق يعلم أن الله يراه في سره وعلانيته ، فيستحيي أن يعصي من بيده أنفاسه ورزقه وعمره ..
يعلم أن الخلوة ليست مكانًا لرفع الحجاب بينه وبين الحرام ، بل هي فرصة لصدق الإخلا