[الرهيب]

🌿 #شرح أسماء الله الحسنى؛ 11 - 12.
( *الخالق ، الخلّاق* ) جل جلاله:

🌸 *(الخالِقُ)*:
الذي أوْجَدَ جميعَ الأشياءِ بَعْدَ أَنْ لم تكنْ موْجُودةً، وقَدَّرَ أمورَها فِي الأزل بعد أن كانت معدومةً.
وهو الذي رَكَّبَ الأشياءَ تركيبًا ورتَّبها بقدرتِه ترتيبًا.

🌸 *(الخَلَّاقُ)*: صيغةُ مبالغةٍ على وزنِ فَعَّال.
*
🌸 الفرق بين الخالِقِ والخَلَّاق:
أن الخالق هو الذي يُنشِئُ الشيءَ مِن العدم بتقديرٍ وعِلمٍ ثُمَّ بتصنيعٍ وخَلْقٍ عن قُدرةٍ وغنًى.
أما الخَلَّاقُ فهو الَّذِي يُبدعُ في خَلْقِهِ كمًّا وكيفًا.

🌿 شرح أسماء الله الحسنى؛
( *الخالق*، *الخلّاق* ) جل جلاله، #في_حياتنا:

- وردَ اسم الله الخالق في القرآن في عدة مواضع، والآيات الدالة على خلقه كثيرة.. وهي أيضًا تدل على لطفه ورحمته لمن يتفكر.

- *(أَفَمَن یَخۡلُقُ كَمَن لَّا یَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)*
الله هو الذي خلقَ كُل شيءٍ وأبدعه في أحسن صورة وَتفردَ رب العالمين بهذا الشيء، فهو وحده الذي يخلق، وأثبت سبحانه في آياته عجز الناس جمعيهم على خلق أي شيء كما في قوله تعالى: *(هَٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ ۚ بَلِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍۢ)*.
وقد ضرب سبحانه المثل بالذبابة التي هي من أصغر المخلوقات، ولو اجتمعت البشرية كلها على أن تخلق مثلها لن يقدروا، ودلّ هذا على عجز الإنسان، *(وَٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا یَخۡلُقُونَ شَیۡـࣰٔا وَهُمۡ یُخۡلَقُونَ)*.

- الكَمُّ والكيف في خلق الله سبحانه:
من حيث الكمّ (الكمية) في خلق الله تعالى دلّ قوله: *(إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا)* يخلق مليارات، مليارات المليارات، هذا الكم.
أما من حيث الكيف (الكيفية):
قوله تعالى: *(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)*
وقوله: *(وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)*.

🌿 الإنسان أحياناً يصنع طاولة، يصنع شيئاً من كل شيء، المواد الأولية كلها يأخذها من الأرض، والفكرة يراها بعينه، الإنسان إذا صنع شيئاً يصنع شيئاً من كل شيء، وعلى مثال سابق، بينما خالق السماوات والأرض يصنع كل شيء من لا شيء وعلى غير مثال سابق.
وقد أذِن الله سبحانه لهذا الإنسان الذي يصنع شيئًا من كل شيء أن يُسمى -مجازًا- خالقًا، لكنه هو أحسن الخالقين، كما في قوله: *(فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)*.

🌸 لم يخلق الله عز وجل أي شيءٍ عبثًا حاشاه، كلهم خُلِقوا ليعبدوا الله وحده لا شريك له، قال تعالى: *(وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)*.

🌿 شرح أسماء الله الحسنى؛
( *الخالق*، *الخلّاق* ) جل جلاله، #في_حياتنا:

▫️ انظر في نفسك -يا عبد الله وأنتِ يا أمَة الله- وتبصر في مبدأ خلقك..
كيف أخرج الخالق سبحانه من بين الصلب والترائب الماءَ الدافق، وهو نطفة من ماء مهين، ثم جمعها في الرحم في قرار مكين، ثم صرّف تلك النطفة طورًا بعد طورٍ، وطبقًا بعد طبق، حتى كمل في الظلمات الخلق..
ثم تأمل كيف انقلبت تلك النطفة الضعيفة المهينة؛ إلى العظام الصلبة المتينة، فجعل الله تعالى منها الرأس، وهو أشرف الأعضاء، وصانه بأنواع من الصيانات التي تدفع عنه الآفات والأدواء، وشق فيه البصر والسمع، وربطهما بالقلب ليعقل بهما خطاب الشرع.

▫️ وتأمل كيف حفظ الرب تعالى للإنسان حاسة السمع والبصر والكلام من مؤذيات الدواب والهوام،
فجعل داخل منفذ السمع مُرًّا قاتلاً غير مستساغ؛ لئلا تلج فيها دابة مؤذية فتخلص إلى الدماغ،
وجعل داخل بابي البصر مادة مالحة الطعم؛ لئلا تذيب الحرارة الدائمة ما هنالك من الشحم،
وجعل داخل باب الطعام والشراب حلوَ اللُّعاب؛ ليسيغ به ما يأكله ويشربه، فلا يتنغص به الطعام والشراب.

▫️ والله سبحانه أودع في الإنسان كِليَة صغيرة بحجم البيضة، تعمل بصمت بلا ضجيج، بلا تكلفة، تعمل ليلاً نهاراً، وأنت نائم، وأنت تمشي، وأنت تتحرك، وأنت مسافر، وأنت مقيم.
فسبحانه الخالق الخلّاق؛ وصدق الله إذ يقول: *(وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ)*.

🌸 حظ المؤمن من اسم الله تعالى الخالق: أن يمعن نظره ويمتع بصره بخلق الله، يما يحل له النظر إليه من هذا الخلق، وحين نتدارس اسم الله الخالق نحتاج أن نحيي سنة التفكر، فاختلِ بالله سبحانه وتعالى وناجه لتشعر بالرهبة العظيمة وأنت تنظر للسماء وتحدثه وتكلمه جل وعلا، فيكون هناك نوع من الذكر والفكر والشكر يملأ القلب فيتولد اليقين بالله سبحانه وتعالى.

t.me/alhusna99a