[الرهيب]

*يَقُولُ أحدُ من اِبتُلي بالنَّظَر للحَرام في الخَلَوات:*

*سَمعتُ خَشخشةً في البَاب، فبَلغ قَلبي حُنجرتِي، واِنقطَع نَفَسي، فأغلقتُ جِهازي، وفَتحتُ الباب؛ فوَجدتُها هِرَّة!*
*واللّٰه أقربُ إليهِ من حَبلِ الوَريد!*

*ليسَ بينَ المَرء وبينَ الوُصول إلىٰ ما فيهِ من خِزيٍ في هَاتفه إلَّا `جِدَار مُراقبة اللّٰه!`*

*لَم يُنزِل اللّٰه إلىٰ الأرضِ أعظمَ وَاعظاً، ولا أكبرَ زَاجرًا، من جِدَار المُراقبة!*

*مَن هَدم الجِدَار فقد تَجرَّأ، وما أقبحَ الجُرأة علىٰ اللّٰه!*

*لا تكُن وليَّاً للّٰه في الظَّاهر؛ عدوَّاً له في البَاطِن!*

*وكما نقُول أنَّ الوُصول إلى الحَرَام في هذا الزَّمان أسهَلُ من غَيرِه، يجبُ أن نقُول أن تَرك الحَرَام، والقُربَ من اللّٰه في هذا الزَّمان أعظَمُ من غَيرِه!*

*خُذُوا حِذركُم من ذُنوب الخَلَوات؛ فإنَّها تَطعنُ في خَاصِرة الثَّبَات، وعَليكُم بعِبادَة السِّر؛ فإنَّها تَقِي النَّفس من نَوازِع الشَّهَوات.*

*وتَذكَّر دَائمًا؛ إن أرَدتَ الثَّبَات حتَّى المَمَات، فعَلَيك بالمُراقبَة في الخَلَوات!*

*يَقولُ ابنُ القيِّم:*
*ذُنُوب الخَلَوات سَببُ الإنتِكاسَات، وعِبادَة الخَلَوات سَببُ الثَّبَات!*

*كُلَّما طَيَّب العَبدُ خَلوَته بَينَه وبَين رَبِّه، طَيَّب اللّٰه خَلوتَه في قَبرِه!*

*أمَّا يَوم القِيامَة؛ عَن ثَوبَان قالَ: قالَ رَسُول اللّٰه ﷺ:*
*ﻷعلَمنَّ أقوَامًا من أُمَّتِي يَأتُون يَوم القِيامَة بحَسَناتٍ أمثَالِ جِبالِ تِهامَة بَيضَاء؛ فيَجعَلُها اللّٰه هَبَاءً مَنثُورًا. قالَ ثَوبَان: يا رسُول اللّٰه صِفهُم لنا؛ جَلِّهِم لنا؛ أن نكُونَ مِنهُم ونَحنُ ﻻ نَعلَم؟! قالَ: أمَا إنَّهُم إخوَانُكم ومن جِلدتِكُم، ويَأخُذُون من اللَّيل كمَا تَأخُذُون، ولكنَّهُم أقوَامٌ `إذا خَلَوا بمَحَارمِ اللّٰه اِنتَهكُوها.`*
*رَواه ابنُ ماجَه؛ وصَحَّحهُ الألبَانيُّ.*

*قُل دَائمًا وردِّد: اللَّهُمَّ أسألُك خَشيَتك بالغَيب والشَّهادَة؛ وتَذكَّر قَولَ اللّٰه: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.*

*#والحَمد_للّٰه_ربِّ_العَالمين..*