[الرهيب]

اللي بيحفظ القرآن داخل على طريق طويل…
طريق فيه تعب، ونسيان، وخوف، ومراجعة.

من أصعب اللحظات في طريق الحفظ:
إنك تراجع وجه كنت حافظه بإتقان… لكن تلاقي نفسك ناسيه!

لكن مش عايزك تشيل الهم:
النسيان جزء من قدر الله في رحلة الحفظ؛
قال تعالى:
{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}
[الأعلى: 6–7]
مش معناه إنك ضعيف…
معناه إنك محتاج ربنا كل مرة.

ربنا بيحب القلب اللي بيرجع،
مش الذاكرة اللي ما بتنساش.

أنت لست وحدك في هذا يا صاحبي!

النسيان لا يُهزم إلا بالتعاهد؛
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده، لهو أشد تفلّتًا من الإبل في عقلها"

لا تقل: أنسى كثيرًا، بل قل: لا أتعاهد كفاية.

ركّز على مراجعتك أنت.
قد تكون أبطأ من غيرك…
لكن الطريق إلى الله لا يقاس بالسرعة،
بل بالصدق والثبات.

فليكن حفظك لله، لا للشيخ، ولا للمسابقة، ولا للمدح.
"إنما الأعمال بالنيات"
النية تُثبّت، وتشرح الصدر، وتزيد البركة في الوقت والعقل.

طهّر قلبك… يثبت فيك القرآن.

وحين تنسى، قل:
"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة"

أهم حاجة المراجعة.
طب ما عندكش وقت؟
اقرأ في المواصلات، قبل النوم، بعد الصلاة…
القرآن لا يُحفظ بالفراغ… بل بالإرادة.

عارف إن اللي بيحفظ بيقعد وياه همّ كبير:
همّ إنه مش قادر يراجع.
وهمّ إن زميله بيحفظ أكتر منه.
وهمّ إنه خايف ينسى وسط التسميع فيتحرج.

أنا شفت حفّاظ كتير،
اللي ثبت منهم… مش أقواهم ذاكرة.
ولا أسرعهم حفظ.
اللي ثبت، هو اللي كان بيبكي لما ينسى…
ويدعي… ويرجع… ويكمل.

وفي وسط كل ده، في ناس حوالينا مش محتاجة نصيحة… محتاجة سند.

عايز أقول لكل زملائي المشايخ والمعلمات
اللي بيقولك: "أنا حاسس إني مش نافع"،
مش محتاج درس عن فضل الحفظ…
هو محتاج حضن صبر، ونبرة تقول له:
"أنا مصدّق إنك هتثبت، ومش هسيبك".

تنصحني بإيه لما أنسى؟
1. راجع الوجه اللي نسيته يوميًا حتى يستقر.
2. اكتبه بيدك في كراسة المراجعة.
3. خفّف الحِمل… لا تجمع بين حفظ كثير ومراجعة ضعيفة.
4. كرّر دعاء النبي: "اللهم ذكّرني منه ما نُسّيت، وعلّمني منه ما جهلت".

ما يهم ليس كم تحفظ،
ما يهم هو استمرارك في الحفظ.