[الرهيب]

ما زِلتُ أتساءل، لماذا يا تُرى تكتب "المستقيمة"-بخمار أو نقاب- عن الحنينِ والشوق والهيام والأحضان، والبعيد والهجرِ وعن حبيب في الأحلام أو ذنبٍ في الأسرار؟
مازلتنَّ صغيرات، هذا ادعاء، فمتى بلغتِ أصبحت "امرأة"، لماذا تتركن طباع وتربية العصر تصقلُ بالمظهر الديني؟ لماذا لا يحدثُ العكس؟ لماذا لا يكون تأثير الدين عليكنَّ قويًا؟ ألا تخضعن، ألا تتميعن، ألا تفضَحنَ عواطفكنَّ وَ "جفافكنَّ العاطفي" وحاجتكنَّ الماسة لرجلٍ على الملأ؟
مهما برَّرتنَّ بكذبة هذا القول ومحاولة تفنيدهُ، ستصدقكنَّ نساء، ونثقُ بنياتكنَّ الطيبة، لكن استحالة ثم استحالة أن يخدعَ الرجال، لقد خلقوا بمحسوساتٍ ترشدهم للمريدة، حتى وأنت جاهلة بسلوكياتكِ لا تكوني قدوة لأخواتكِ بالخضوع، فيأخذن دربكِ ويسننَّ سُنتكِ ولك أوزار كل أولئك.
أنت عالمة بالدينِ، فقيهةٌ بالحديث والحكمِ، تدرسين وتأخذين الدورات والإجازات لكنكِ منتكسة الفطرة، لا تعين معنى الحياء، وفكرة "الخِدْر". عكس أمكِ وجدتك، كُنَّ جويهلات لكنهن أنقى وأتقى الناس بالحياء.
لماذا رضيتِ بالقليل، دائما كان هناك شيء ناقص، رفضت مَلأهُ.

أم اليمان