الموضوع: ضبط الانوثة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2025, 05:22 AM   #1369
الرهيب
افتراضي رد: ضبط الانوثة

🚦من المناظر المتكررة في عصرنا امرأة تنظر لوجهها في مرآة سيارتها في الإشارات الحمراء.
🪞 منهن من تعدل شعرها، ومنهن من تخرج أحمر الشفاه لتكمل وضع الزينة قبل أن تصل لعملها، وأما من تضع طرحة على شعرها فإنها تنظر لتطمئن على شكل الطرحة أوالحكل.

✏️وإذا تأملت في حال النساء المتكلمات في الشأن العام، ستجد حرصا على إقحام وجوههن داخل حروفهن، ويظهر ذلك الإهتمام بالشكل والوجه وجمالية الصورة جليًا للأعين.

🔖ولعلي لا أبالغ إن قلت إن الذي يشغل المرأة المعاصرة قبل خروجها على الناس -جسدًا متحركًا- في الشارع أو -صورة ثابتة- في المواقع والجرائد المقروءة، أو عبر الشاشات التلفزيونية والفيديوهات، الذي يشغل الحيز الأكبر من تفكيرها هو كيف ستبدو للمشاهد شكلًا لا فكرًا .

📍 وبمجرد أن حصلت المرأة على شاشة وموقع تواصل فرغت فيه هذا الهوس، وأنت تتنقل بين صفحات الفيسبوك ستجد المرأة مجدة في عرض شكلها، بل إنها باتت تستعين بصور غيرها من النساء حتى -تزين بها صفحتها- يد، شفاه، عباءات متطايرة هنا وهناك، طرحات، مزركشة.

⁉️هذا هو حال أغلب النساء المعاصرات، إنه الهوس بالشكل و المبالغة في تصدير النفس للآخر على أنها مجرد منظر وصورة وهيئة.
تعامل المرأة مع نفسها على أنها شكل، جسد، صورة، منظر، ديكور أفقدها الكثير وجعلها تخرج من مفهوم المرأة الإنسان إلى المرأة الشكل والجسد والديكور فجعلت من نفسها وهي الحرة مجرد أمة، مجرد متاع وبضاعة.
فلا لوم على الرجل المعاصر إن صارت نظرته للمرأة نظرة الرجل للإماء، مجرد شكل، جسد، وسيلة لتمتيع العين وتفريغ الشهوات لا غير.

✏️تشعر المرأة اليوم بالمهانة والرجل يتكلم عنها كما يتكلم عن متاع يرغب في اقتنائه متناسيًا أحاسيسها وفكرها وعقلها وروحها، (أريدها كذا، طولها كذا، وعرضها كذا، نحيفة من هنا، وسمينة من هنا، لونها كذا وشعرها بالمواصفات كذا)، تشعر بالمهانة وتمتعظ وكأنها لا تعلم أن امتهان الرجل سببه امتهانها لنفسها بدءا.

🔖أما حرة الأمس فكان الذي يسيطر على فكرها، والذي يشغل الحيز الأكبر من تفكيرها بل كل تفكيرها -ولا مبالغة- هو كيف تحجب شكلها بالكلية عن الرجل.
فهذه الصحابية وهي المريضة المعذورة متأرقة الفكر تخشى في نوبات صرعها وهي فاقدة لوعيها أن يظهر شيئًا منها للرجل.
وهذه فاطمة رضي الله عنها تعيش حالة من الحزن والحرج، تحمل الهم وتخشى على* هذا الجسد الذي سترته وهي حية أن يُفصّله الكفن وهي ميتة
وهذه أمنا عائشة رضي الله عنها، تحجب نفسها عن الرجل الميت! ترتدي كامل حجابها في بيتها بعد أن دفن فيه الفاروق.

فسبحان الله
📎بقدر ما ما كانت أشرف النساء حريصات على إخفاء الجانب الشكلي منهن، بقدرما نساء اليوم حريصات كل الحرص على إبدائه والترويج له.
فلا عجب أن تعامل امرأة الأمس معاملة العزيزة النفيسة ويسارع الآخر للظفر بها لأنها -امرأة حرة- مشروع زوجه صالحة وأم صالحة ، ولا عجب أن تكون في عين من ظفر بها الأجمل وإن قل جمالها
ثم لا عجب أن تعامل المرأة المعاصرة معاملة الإماء, لا عجب أن يراها الآخر شكلًا ا لا روحًا وعقلًا وفكرًا وصلاحًا وإحساسًا, لا عجب أن يتثاقل الرجل في الظفر بها بالحلال، ثم إن فعل لم تملأ عينه وإن كانت أجمل النساء.

الخالة



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس