[الرهيب]

قد يختلي الرجل بالمرأة ثم لا يقعان في محظور ..
لكنهما يقعان في إثم مخالفة أمره سبحانه وتعالى
علينا أن نخاف من الوقوع في الإثم أكثر من خوفنا من العلة التي من أجلها حرم الفعل لو أننا كنا معظمين لشرعه
فإن هذا التعامل الذي نتعامل به مع أوامر الله ..واحتجاجنا على شرعه بأننا فعلنا المحرم ولم يحصل شيء لهو أخطر على المرء من الوقوع في الزنا..
وهذا باب إن فتحناه ضربنا الدين كله* ..فهناك من سيأتي ليقول* (أنا درست في الاختلاط ولم أصاحب) .. وهناك من ستقول (أنا اختليت برجل ولم يحدث أي شيء) ...وهناك من سيقول ( أنا نظرت للمرأة ولم أقترف محرما ..)، وهناك من ستقول (الحمو ليس بموت فأخ زوجي كأخي) ..
وإنه لأحمق ومقارب للكفر من يستشهد بنفسه على شرع أنزله الله للناس كافة ... فإن كنت أنت في نقطة محددة لا تضعف فإن غيرك كثير ضعفوا وإن كنت في لحظات كثيرة من عمرك تكررت معك نفس الفعلة ولم تضعف فإنك فيإحدى اللحظات لعلك* تضعف .
وهذه هي عظمة الشرع .. يحمي البيئة ككل ويحمي النفس في جميع أوقاتها ...
ثم يبقى الواقع العام شاهد على عظمة الشرع وحكمته، لأن الفساد ينتشر كلما خالفنا عن أمره.. ولو أراد الناس التحاكم للواقع لوجدوه بجملته يشهد على أن من أنزل الشرع والأحكام حكيم خبير ... وهذا ما يجعل الكافر مع كفره يهتدي لتعاليم الدين كحل لمشاكله دون أن يعلم أنها تشريعات الله ... واللافتة التي وضعها الصينيون في موقع المترو عندما كثرت جرائم التحرش وكثرت الشكاوى برغم قوانينهم الوضعية التي تردع المتحرش، أكبر دليل على أن الناس تهتدي لتعاليم الحكيم الخبير في نهاية المطاف حكل لمشاكلها ... واللافتة كتبوا عليها ما معناه* (إن أردت ألا يُتحرش بك أيتها امرأة فالبسي لباسا محتشما) وهذا* أشبه ما يكون بآية الحجاب التي تقرر بأن الحجاب مانع للأذى .. ولعل المؤلفات التي كتبها الغرب عن أضرار الاختلاط -من انتشار حمل عند ما يسمون قاصرات* وارتفاع جرائم الاغتصاب من الأساتذة للتلميذات وتشتت الأذهان وغياب الإبداع- ... وجهادهم من أجل توفير مدارس منفصلة لأكبر دليل على أن الواقع في جملته يأبى إلا أن يري الناس آيات الله في أنفسهم ويعيدهم لتعالميه طوعا أو كرها .
.
لكن نحن المسلمون علينا أن نرتقي بأنفسنا ... وأن نعلم الناس سمعنا وأطعنا... عيب علينا أن نستدعي الواقع حتى نجعل الناس تقتنع بشرع ربها ... أخشى علينا من هذه والله ..
ليت المشايخ يقومون بدورهم ويشهدون شهادة لله ويقولون للناس عن حكم الاختلاط وأنه محرم ومجمع على تحريمه حتى ينتهي الناس عنه استجابة لأمر الله وخوفا من مخالفة أمره بالدرجة الأولى

الخالة.