عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2008, 12:34 AM   #1
م ح البحيري
مستشار منتديات بني بحير بلقرن
 
الصورة الرمزية م ح البحيري
 

م ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوق
افتراضي نختلف لأننا لا ندرك كيف نختلف

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .. والصلاة والسلام على النبي المختار محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه البررة الأخيار
أبدأ مقالي هذا أيها الأعزاء بقول الله تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم "
مما قيل في تفسير هذه الآية ، أن الله لو شاء لجعلهم أمة واحدة .. ولكن لم يشأ
ولا يزال الخلاف بين الناس في أديانهم واعتقاداتهم ومذاهبهم إلا من رحم الله من اتباع الرسل الذي تمسكوا بشرعه .. وقد روي عن الحسن البصري أن الله خلقهم للإختلاف ...
يا سبحان الله .. هذه سنة من سنن الله تعالى أن يكون الناس في اختلاف دائم وفي تباين مستمر .. فهل هذا يعني أن يتناحر الناس ويتقاتلوا ويتباغضوا .. لا وألف لا لأن الله تعالى الذي خلق الخلق وهو أعلم بهم وبين لهم أنهم لا يزالون في اختلاف قد قال في كتابه الكريم " إنما المؤمنون إخوة " فمهما بلغت درجة الخلاف ومهما تباعد الفريقان .. ستبقى الأخوة قائمة رضينا أم أبينا ..
تخيل لو أن رجلاً قتل رجلاً آخر .. فهل تسقط هذه الأخوة .. أبداً لا تسقط . لأن الله قد قال في ذلك " فمن عفي له من أخيه شيئاً "
الله أكبر ما أعظمه من دين يقتل ويسفك دماً بريئاً ويبقى أخاه ...
إذاً لماذا نتباغض ونتدابر ونتقاطع عند أول اختلاف .. .. ولماذا تتحول كثيرُ من اختلافاتنا إلى خلافات ومشاجرات .. هل تدرون لماذا ؟
لأننا إلى الآن لم ندرك معنى الإختلاف ...
فكثير منا تقمص الدكتاتورية الفرعونية حينما قال لقومه " ما أريكم إلا ما أرى "
فأصبح لا يرى إلا رأيه ولا يقتنع إلا بما يقول حتى وإن ناقضه الآخرون . بل قد يقف منهم موقف العداء تبعاً للمقولة المشهورة " إن لم تكن معي فأنت ضدي "
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى " ما يسرني أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا لأنهم لو لم يختلفوا لم يكن هناك رخصة "
وقال سفيان الثوري " اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمة "
انظروا كيف استفاد هؤلاء من قضية الإختلاف وسخروها لمصلحة الأمة ...
وكم من القضيا الشرعية التي نعذر فيها بسبب اختلاف الأئمة الفضلاء
فحتى ندرك تماماً كيف نختلف يجب أن نحترم آراء الآخرين وأن نتفهم وجهات نظرهم .. يجب أن نجادل بالتي هي أحسن فإذا عرفنا الحق قبلناه ولا نحاول أن ننتصر لآرائنا ومبادئنا بعد أن يتبين لنا عدم صوابها .. يجب أن نؤمن أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .. بل تبقى الأخوة والمحبة والوئام هو شعارنا .. ولا ننسى أبداً أن رأيي الذي أظنه صواباً يحتمل الخطأ ، ورأي غيري الذي أراه خاطئاً يحتمل الصواب ...
يجب أن ندرس القضيا التي نختلف حولها من جميع الجوانب فقد يكون تبين لغيرنا ما لم يستبن لنا وقد يكون غيرنا ذا بحث وتدبر في هذه القضية أكثر منا ...
ولا ننسى أبداً أن رد رأي الآخر خاصة وإن كان حقاً هو من الكبر الذي يحرم صاحبه الجنة
قال صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "
إن عدم قبول رأي الآخرين أيها الأحباب مرض يفتك بحرية الرأي ، وتخلف فكري يقتل المودة والمحبة بين الناس
إن الواجب علينا أن ندرك أن الإختلاف فن قائم على توضيح الأفكار وإيراد الأدلة والبراهين الصادقة على تلك الأفكار .. وليس فرضاً للرأي وإلجاماً للمعارض .
يجب أن ندرك أن فن الإختلاف يقوم على المنهجية الصحيحة والبحث الدقيق .. وليست القضية فرداً للعضلات ورفعاً للأصوات .. إن أعظم ما يجب علينا عند الإختلاف أن نسعى للوصول إلى الحقيقة التي تنفعنا وتنفع غيرنا .. ولا يهم من أين تأتي هذه الحقيقة منا أو من غيرنا .. يجب أن نتحدث مع الفكر والعقل بحلم وروية دون أن نجعل ذات الشخص المخالف أو شخصيته أو منزلته الإجتماعية سبباً لرد رأيه أو وجهة نظره
نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبنا وأن يجمع شتاتنا وأن يجمع على الحق كلمتنا



م ح البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس