عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-2009, 03:18 PM   #1
صبري
مشرف منتدى العلوم اللغويه بمنتديات بني بحير بلقرن سابقاً
 
الصورة الرمزية صبري
 

صبري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء...

قال عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه : خرجت
حاجا إلى بيت الله الحرام و زيارة قبر النبي صلى
الله عليه و سلم ، فبينما أنا في الطريق إذا أنا بسواد
على الطريق ، فتميزت ذاك فإذا هي عجوز عليها
درع من صوف و خمار من صوف فقلت :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فقالت : "سلام قولا من رب رحيم "
فقلت لها : يرحمك الله ..ما تصنعين في هذا المكان ؟
قالت :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام"
فعلمت أنها قضت حجها و هي تريد بيت المقدس
فقلت لها : أنت منذ كم في هذا الموضع ؟
فقالت :"ثلاث ليال سويا"
فقلت : ماأرى معك طعاما تأكلين !
فقالت :"هو يطعمني و يسقين"
فقلت :فبأي شيء تتوضئين ؟
فقالت:"فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا"
فقلت لها:إن معي طعاما فهل تأكلين؟
فقالت:"ثمّ أتموا الصيام إلى الليل"
فقلت : ليس هذا شهر رمضان!
فقالت:"و من تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم"
فقلت : قد أبيح لنا الإفطار في السفر
قالت:"وأن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون"
فقلت:لم لا تكلميني مثل ما أكلمك ؟
قالت:"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
فتعجبت من ردها و قلت:من أي الناس أنت ؟
قالت:" و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد
كل أولئك كان عنه مسئولا"
فقلت:قد أخطأت فاجعليني في حل.
قالت:"لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم"
فقلت:هل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟
قالت:"و ماتفعلوا من خير يعلمه الله"
فأنخت ناقتي
فقالت:"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
فغضضت بصري عنها..و لما أرادت أن تركب نفرت الناقة
فمزّقت ثيابها..
فقالت:"و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم"
فقلت لها : اصبري حتى أعقلها
فقالت :" ففهمناها سليمان"
فعقلت الناقة و قلت لها : اركبي
قالت :" سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين
و إنا إلى ربنا لمنقلبون"
فأخذت بزمام الناقة و جعلت أسعى و أصيح..
فقالت:"و اقصد في مشيك و اغضض من صوتك"
فجعلت أمشي رويدا رويدا و أترنم بالشعر..
فقالت:"فاقرؤوا ما تيسر من القرآن"
فقلت لها:لقد أوتيت خيرا كثيرا
فقالت:" و ما يذّكر إلا أولو الألباب"
فلما مشيت قليلا قلت لها: ألك زوج ؟
قالت:"ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن
تبد لكم تسؤكم"
فسكت و لم أكلمها حتى أدركت بها القافلة
فقلت لها :هذه القافلة فمن لك فيها ؟
فقالت:"المال و البنون زينة الحياة الدنيا"
فعلمت أن لها أولادا..
فقلت: و ما شأنهم في الحج؟
فقالت:"و علامات و بالنجم هم يهتدون"
فعلمت أنهم أدلاء الركب، فقصدت لها القباب و العمارات
فقلت: هذه القباب فمن لك فيها ؟
قالت:"واتخذ الله إبراهيم خليلا"،"و كلم الله موسى تكليما"
"يا يحي خذ الكتاب بقوة"
فناديت: ياإبراهيم..يا موسى..يا يحي
فإذا بشبان كأنهم الأقمارقد أقبلوا،
فلما استقر بهم الجلوس
قالت:"فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها
أزكى طعاما فليأتكم برزق منه"
فمضى أحدهم فاشترى طعاما،فقدموه بين يدي
فقالت:"كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية"
فقلت: الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها
فقالوا: هذه أمنا لها أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن
مخافة أن تزل فيسخط الرحمان .
فقلت : "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم".



صبري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس