الموضوع: آرائكم تهمني
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2009, 07:04 PM   #2
ذاكررر
 

ذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعة
افتراضي رد: آرائكم تهمني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من مهام النبوة؛ التعليم، إذ بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مُعلِّما للبشرية {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} البقرة151، فأي تعليم كان يُعلِّمه الرسول صلى الله عليه وسلم؟
هل فقط التهجي والقراءة والكتابة؟ أم أنه تعليم العلم النافع الذي يفيد العبد في العاجلة والآجلة؟ هل كان تعليما دنياويا ماديا صرفا؟ أم أنه كان تعليما ربانيا قرآنيا؟ هل كان تعليما من أجل التعليم ومعرفة من أجل المعرفة؟
كلا وبلى، كان تعليما هادفا إلى غرس أبجديات الإيمان مع غرس أبجديات الحروف، قاصدا تربية الخُلق الحسن مع تنمية قدرات التفكير والعمل.
في زمننا هذا لا تزال ولله الحمد نماذج ناجحة في مُهِمَّتها، في عملها الجهادي- والتعليم جهاد- وهي مِلْح الميدان وقاعدة الإصلاح، لكن دونها تتكاثر النماذج السلبية التي تزيد من كارثية الوضع وقد تبرره وتستغله للأسف، أو تتأفف منه عاجزة عن التغيير، يائسة من كل تحول إلى أحسن، متنكبة عن التعاون من أجل التأسيس لحياة إسلامية راشدة.
فبحجم ونوعية التعليم الذي ينبغي لا نريد معلما مُغَرَّبا لأن استلابه من طرف الغرب يمنعه من حفظ فطرة أبنائنا إذ غالبا ما يدس فيها الشكوك والظنون وتأليه العقل واللهث وراء رغبات الجسم بلا حدود، ولا نريد مُدرِّسا مُدجَّنا مُمَخْزَنا منبطحا، يخشى الناس من دون الله، ويطبق التعليمات تطبيقا حَرْفيا كيلا يلومه المفتش أو المدير! ويُعْجَب بأستاذيته وراتِبه الشهري وكأنه سقط عنه التكليف بمجرد حصوله على رقم التأجير!
نعم واجب عليه أن يكون أمينا، وأن يقوم بخِدمته على أحسن وجه ممكن، لكن حامل رسالة الإسلام والإيمان مُتَهَمِّم ومعه لوعة التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا نريد نموذجا مستقيلا محايدا لا قضية له إلا في مأكله ومشربه، غير مُبال، لا يُحل حلالا ولا يُحرِّم حراما، لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، لا مِن هؤلاء ولا مِن هؤلاء، وكأن مهمته في الحياة هي زيارة ضريح المدرسة صباح مساء، وليس وراء ذلك رسالة من الله يجب تبليغها أو أمانة ثقيلة يتحتم حملها.
حري بالمدرس المسلم أن يكون صاحب رسالة عظيمة، أن يكون نورا حيا بين الناس، نموذجا ناجحا تشعُّ استقامته واستماتته في الحق وسط المجتمع ككل، حاملا لا محمولا، فاعلا لا مفعولا به، مُسْهِما في تغيير واقعه وإصلاح ما بأمَّته، يحمل قيم الخير والنور والعلم والعدل، يتمثل ميراث النبوة في التبليغ، يدعوا الناس إلى ربِّ الناس، يرشدهم إلى ما فيه خير لهم في دينهم ودنياهم. ولا يريد بذلك إلا وجه الله تعالى. لا ليقال له فعلتَ أو تركتَ.
نريده مبلغا رِساليا. يخشى الله ويتقيه فيمن كُلِّف بتعليمهم وتربيتهم.
المُدرِّس الرِّسالي "مُنسجم في نفسه، مُرتاح في سِربه الإجتماعي، سوي في بِنيته النفسية الخلقية، كُفء في مادته العلمية، مراقب لله تعالى في أمانته، مطمئن بالإيمان، صابر على معالجة النفوس الناشئة والعقول، زاهد فيما بأيدي الناس، ذو مروءة وعفة وهمة...



ذاكررر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس